استهداف إسرائيل ليل أمس الثلاثاء, لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس داخل الضاحية الجنوبية لبيروت صالح العاروري, والذي أسفر عن عن استشهاده واستشهاد 6 آخرين, شكّل تحوّلاً كبيراً في وجهة الحرب ، ويشكل بالتالي تغييراً جوهرياً في المعادلات وقواعد الإشتباكات إلى حدود أبعد مما هي عليه.
وفي هذا الإطار, رأى النائب عبدالرحمن البزري, أن “العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت, واستهداف شخصيّة مقاومة كالشيخ صالح العاروري ومقاتلين وكادرات من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هو تطوّر خطير يظهر مقدار أزمة العدو الإسرائيلي من خلال مواجهته العسكرية في غزة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال البزري: “رغم وحشية العدو بالتعامل مع أهداف مدنية واستخدام وسائل ترقى لجرائم الإبادة الجماعية وقتل المدنيين, إلا أنه لم ينجز أهدافاً عسكرية ذات قيمة كبرى في مواجهته مع المقاومة في غزة”.
وأضاف, “هذا التصعيد الخطير وتجاوز السيادة اللبنانية, ونقض القرار 1701 واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت, كل هذه مؤشرات على نوايا عدوانية, تزكّيها أزمته المتصاعدة والمتفاقمة”.
وتابع, “العدو وقيادته السياسية يريدان أن يرسلوا رسائل عديدة, أهمها إلى جمهورهم داخل فلسطين المحتلة, لمواجهة الإحباط النفسي الذي يواجهه الرأي العام الإسرائيلي نتيجة للإحباط العسكري, كما انهم يوجهون رسائل بأن العدو لا رادع لديه من التصعيد واستهداف مناطق مدنية, وهي رسالة موجّهة إلى لبنان أولاً قبل أن تكون موجّهة إلى المقاومة في لبنان أو إلى المقاومة في فلسطين”.
وقال: “نغتنم هذه اللحظة الوطنية بامتياز والقومية والعروبية, لندعو مختلف القوى اللبنانية إلى مزيد من التقارب, والبحث عن القواسم المشتركة وأهمّها حماية الوطن وحماية وحدته وسلامته وسيادته, وإطلاق صيغة وطنية جامعة, تسرّع في إنتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات”.
واعتبر انه “حتى لو ان لبنان إلتزم بالقرار 1701 وبكل الإتفاقيات الدولية, فلا ضمانات بأن العدو الإسرائيلي الذي عوّدنا على الغدر بأن يلتزم بمثل هذه الإتفاقات”.
وتوجّه البزري, “بالدعاء والتحية والتبريكات إلى شهداء المقاومة الفلسطينية وشهداء الأمة العربية في حماس, وتحديداً الشهيد الكبير صالح العاروري ورفاقه وكادرات حماس”.
وعن المشهد في صيدا بعد إغتيال العاروري؟ أجاب البزري: “صيدا معروفة بالحاضنة الرئيسة للقضية الفلسطينية في لبنان, والمدينة لديها شعور بالغضب والإعتزار, بالغضب من العدوان الإسرائيلي وإستشهاد المناضلين, وتجاوز سيادة لبنان, و وتشعر بالإعتزاز لأن من بين الذين استشهدوا هم من سكان المدينة وأبنائها”.