في ضوء تراجع التطمينات بعدم دخول الساحة اللبنانية أتون الحرب وبقاء قواعد الإشتباك على واقعها المحكوم بالضوابط التي لا تزال تحول دون الإنفجار الكبير، تحضر في كواليس المشاورات السياسية على أكثر من صعيد، معالم صورة جديدة بدأت تتكرّس على الساحة الداخلية، تنخرط فيها كل الإعتبارات المحلية والخارجية. ومن هذا المنطلق، يجزم الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، بأن لبنان لم يدخل في مرحلة الحرب، لكنه دخل في مرحلةٍ جديدة من مستوى الحرب”.
ويقول المحلل حمادة لـ”ليبانون ديبايت”، إن تسخين المناوشات ورفع منسوب الإشتباكات، واضحٌ للعيان، لا سيّما من جهة “حزب الله”، الذي قام في الأيام الثلاثة الأخيرة باستهدافات مكثفة بمعنى أنه يومياً ينفذ ما يعادل 15 عملية باتجاه المواقع الإسرائيلية.
وعلى الرغم من إعلان إسرائيل بعدم تسجيل خسائر، يضيف حمادة، إن هناك خسائر بالعديد أي بالجنود الإسرائيليين، إنما حتى الآن لا تزال هناك قواعد اشتباك، تقوم على تفاهماتٍ غير مكتوبة بعدم الوصول إلى الحرب.
ويؤكد حمادة أن “اللعب اليوم هو على حافة الحرب، بمعنى أن حزب الله وإسرائيل باتا على حافة الحرب، ويشتبكان على حافة الحرب ويتناوشان على حافة الحرب، لكن هذه اللعبة خطيرة، لأنه من الممكن في أي لحظة، أن تتغيرحسابات هذه الجهة أو تلك، حزب الله أو إسرائيل، وينزلق الجميع إلى حربٍ أوسع، ويمكن أن تكون حرب كبيرة بين الطرفين، ولذلك أتى آموس هوكستين إلى إسرائيل، وكان زار لبنان من أجل إيصال الرسالة التي يصرّ عليها دائماً الأميركيون، وهي أنه على إسرائيل أن تتحاشى الحرب على الجبهة اللبنانية، كما أنه حتى لو ارتفع منسوب الإستفزازات أو الإستهدافات من جهة حزب الله، فإنه على إسرائيل أن لا تنزلق ولا تقع في فخ حربٍ على الجبهة الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل”.
وبرأي المحلل حمادة، من الواضح وجود ضغطٍ أميركي دائم على الإسرائيليين، الذين كادوا يشعلون حرباً كبيرة ضد “حزب الله” قبل حوالى 10 أيام.
وفي هذا الإطار، يكشف حمادة أنه وفي بداية الحرب، كادت إسرائيل تنفذ ضربةً إستباقية كبيرة ضد لبنان و”حزب الله” بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي، وذلك على قاعدة أنهم قرأوا وحللوا أن عملية 7 أوكتوبر، هي جزء من سياسة وحدة الساحات، إلاّ أن الأميركيين استطاعوا أن يضبطوا المسألة ويتفادوا الحرب على الجبهة اللبنانية.