دخلت الجبهة اللبنانية في”ستاتيكو” العمليات العسكرية التي ينفذها الحزب ضد الجيش الاسرائيلي، والتي تسير ضمن مستوى من التصعيد لم يتجاوزه الحزب بعد، وهذا الأمر أصبح واضحاً، ويستفيد منه الحزب بالتعايش مع طبيعة المعركة الحالية وهذا ما ساهم في تخفيف خسائرة وعدد الشهداء. لكن في المحصلة بات سياق المعارك جنوب لبنان معروف السقف من قبل جميع الأطراف المعنيين.
وبحسب مصادر مطلعة فإن معرفة تل ابيب لسقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان يضرب الى حد ما الغاية من تحريك الجبهة، اذ ان فتح معركة في الجنوب، وان كانت محدودة، يهدف الى منع اسرائيل من التفرغ لقطاع غزة على اعتبار أنها ستبقى حذرة من أي تدهور للاوضاع العسكرية مع الحزب ما يحتم عليها الاستنفار الدائم وحجز عناصر وكتائب ومدرعات وحتى مقدرات سلاح الجو.
وترى المصادر ان الذهاب الى الستاتيكو سيعني ان تل ابيب ستكون مطمئنة لكون الجبهة الشمالية لها سقف لن تتخطاه، وهذا سيحررها في العمل العسكري في قطاع غزة ويجعلها أكثر قدرة وتوحش، لذلك فإن سيطرة الرتابة على الواقع الميداني بين “حزب الله” واسرائيل سيؤدي حتماً الى تراجع فعالية العمليات العسكرية للحزب وان بقيت تحقق إصابات بالأرواح والآليات المدرعة.
وتشير المصادر الى انه من الواضح ان هذا الامر لن يستمر، بالرغم من كل الاتصالات التي تحصل من أجل إقناع الحزب بسحب بند التصعيد من التداول. وعليه فإن التوقعات توحي بأن الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله سيتقدم خطوة الى الأمام في خطابه غدا السبت، أولا لأن المعطيات تؤكد أن تل ابيب مصرة على تحقيق انجاز عسكري ضد حماس، ولان الاهداف السياسية التي وضعتها واشنطن لم تتغير ولم ينخفض سقفها.
وترى المصادر أن “حزب الله” ليس في وارد التعايش مع استمرار المستوى الحالي من التصعيد في ظل استمرار الغزو البري لغزة، وهذا يرتب الكثير من الاجراءات التي قد تظهر يشكل واضح بعد خطاب نصرالله، لان هذا التدحرج المرتبط بالخطاب سيعوض، من الناحية الشعبية، الخيبة التي ظهرت بعد الخطاب الاول، بغض النظر عن احقيتها أو خلفياتها، لذلك فإن حاجة الحزب لنوع من التصعيد لاعادة امساك الرأي العام العربي، ضرورية.
تعتبر المصادر ان التصعيد، في حال قرر “حزب الله” الذهاب اليه، سيكون محدود الخيارات، اذ ان تصعيد وزيادة عدد عمليات استهداف المدرعات والجنود عند الحدود حصل ولم يحدث تبدلا نوعيا في عملية الردع، لذلك فإن الحديث عن التصعيد سيرتبط حكما بإستهدافات اخرى قد تكون في البحر، او بعمليات اقتحام للمواقع العسكرية او ربما بقصف المستوطنات، وهذه الامور ستساهم في تدحرج المعركة بشكل أكثر سرعة.