لم تُقنع الخطط الطارئة التي كشفت عنها حكومة تصريف الأعمال، الشارع اللبناني المأزوم… ولم تطمئن المواطنين المتوجّسين الذين يراقبون نزوح العرب والأجانب “الفوري” ومعهم مئات العائلات وبعض المسؤولين والمتمولين وحتى مؤسسات وشركات أجنبية.
بالتوازي مع وصول عدد كبير من المراسلين والصحافيين العرب والأجانب أيضاً، وهو ما يدل على أن نتيجة السباق بين الديبلوماسية والحرب، لم تأت لمصلحة الجهود الهادفة لإقناع العدو الإسرائيلي، بوقف النار ولو لأسباب إنسانية في غزة المحاصرة والواقعة تحت النار منذ أسبوعين.
ولا تزال احتمالات التصعيد تتعزز يومياً على الجبهة الجنوبية، وإن كان الوصول إلى مرحلة الحرب المفتوحة، ما زال مرهوناً بالتطورات الميدانية من جهة كما بموقف قيادة “حزب الله” من جهةٍ أخرى.
حيث تعتبر أوساط مطلعة أن صمت هذه القيادة يحمل الكثير من الرسائل المتعلقة بما ينتظر الجبهة الجنوبية “المشتعلة”، والتي تعيش حالة حربٍ حقيقية ومن دون إعلان.
وتقدّر هذه الأوساط المطلعة رداً على سؤال ل”ليبانون ديبايت”، أن الحزب منخرط في المواجهات وهو يتقدم في عملياته بشكلٍ يومي.
ولكن أمينه العام السيد حسن نصرالله، حاضر ولو أنه لم يطل بعد إعلامياً كما كان متوقعاً خلال الأيام الماضية.
وتؤكد الأوساط أن عدم الإطلالة الإعلامية، قد تكون أكثر أهمية وتأثيراً من الإطلالة، لأن الصمت هو أكثر ما يربك العدو الإسرائيلي.
خصوصاً وأن الغياب يفتح المجال أمام الكثير من التساؤلات لدى الموفدين الغربيين الذين ما زالوا يصلون إلى بيروت لاستطلاع موقف الحزب، وقراره لجهة فتح الجبهة في الجنوب.
في المقابل، فإن الغموض يتزايد بسبب غياب أي جواب أو موقف وقد تعزز هذا المناخ مع تأجيل إطلالة السيد نصرالله مرتين إلى اليوم…
حيث تشير الأوساط إلى أن اعتبارات عدة تتعلق بهذه الخطوة وهي مرهونة بالوقائع الميدانية والتطورات المرتقبة في الأيام المقبلة.