منذ انطلاق عمليّة “طوفان الأقصى” في ٧ تشرين الأول الجاري، وما تبعها من أحداث، كان أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله الغائب الأكبر، بشكلٍ مباشر، عن المشهد في لبنان والمنطقة.
كثرت التحليلات عن أسباب غياب نصرالله عن الإطلالات الإعلاميّة. اعتبر البعض هذا الغياب رغبةً من الحزب في عدم توسيع رقعة المعركة. إن أطلّ، عليه أن يعلن دخول الحرب أو تنفيذ عمليّة نوعيّة، وهذا ما لم يحصل بعد. جاء كلام مسؤول “حماس” خالد مشعل معبّراً، وفيه عتب على الحزب “الذي كان مطلوب منه أكثر”.
في المقابل، لا يمكن إنكار الحرج الذي يواجهه الحزب: إن دخل الحرب، قد يجلب على لبنان الويلات، إذ أنّ البلد، بوضعه الحالي، لا يحتمل حرباً شبيهة بالعام ٢٠٠٦، وما من التفافٍ شعبيًّ كافٍ حول الحزب لدعمه واحتضان النازحين من مناطق نفوذه.
وإن لم يدخل الحرب، ستوجّه اليه أصابع الاتهام، وسيسقط شعار تحرير القدس الذي ينادي به. إن لم تُطلق معركة التحرير اليوم، فمتى سيحصل ذلك؟
لكنّ استهداف المستشفى المعمداني في غزة مساء أمس سيشكّل تحوّلاً في مسار الأمور، وقد يدفع حزب الله الى إعادة النظر بموقفه و، الأهمّ، بخطواته المقبلة. من دون أن يعني ذلك إعلان حرب مفتوحة، إذ أنّ مثل هذا الإعلان سيأتي، على الأرجح، من الجانب الإسرائيلي.
وبعد تحوّل الأمس، وردود الفعل السياسيّة العربيّة والدوليّة على المجزرة، قد نشهد تحوّلاً آخر في الساعات القليلة المقبلة إذ تحدّثت معلومات عن إطلالة مرتقبة لأمين عام حزب الله يُرجَّح أن يكون موعدها مساء اليوم، حيث سيعلّق على مجزرة المستشفى المعمداني ويحدّد مسار الحزب في المرحلة المقبلة، من دون تطمينات بعدم دخول الحرب بشكلٍ أوسع.
وتشير المعلومات الى أنّ قرار إطلالة نصرالله نوقش ليل أمس مع مقرّبين منه، على أن يُحسم اليوم، وقد حدّده الحزب يومَ غضبٍ ربما ينتهي بإطلالة غاضبة أيضاً لأمين عام حزب الله.
ومن المؤكّد أنّ هذه الإطلالة، إن حصلت كما هو مرجّح، ستسرق الأضواء وقد تكون حاسمة في تحديد موقع لبنان، الغائب رسميّاً الى درجة العجز، في ما يحصل في المنطقة، وخصوصاً داخل قطاع غزة