كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
تنتهي مهلة الشهرين الاختبارية لمرتكزات تفاهم بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران في العاشر من الشهر الجاري، ويبدو انه يتجه نحو الترسيخ، لا سيما بعد توقيع وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان الشهر الفائت البيان المشترك بشأن تنفيذ الاتفاق… ويؤمل ان يحمل السير بالاتفاق قدما حلاً لأزمات في عدد من الدول التي تدور في فلك العاصمتين او لهما نفوذ فيها.
حتى الساعة لبنان على لائحة الانتظار، على الرغم من التدهور الكبير الحاصل فيه، وفق مصدر سياسي مواكب، الذي كرر عبر “اخبار اليوم” ان الاولوية لليمن حيث تخيم اشباح الحرب والمجاعة. قال: الاتفاق الايراني السعودي لم يدخل بعد في التفاصيل لا سيما بالنسبة الى لبنان الذي لا يندرج ضمن خانة الاولويات الامنية المستعجلة، لذا الى جانب تقديم الملف اليمني، الاتجاه نحو سوريا من زاوية انسحاب الميليشيات الشيعية منها، اذ لا يمكن عودة دمشق الى المجتمع العربي الخليجي وبالتالي الى الجامعة العربية وتفعيل العلاقات دون معالجة وضع هذه الميليشيات.
ورأى ان زيارة عبد اللهيان الى لبنان الاسبوع الفائت اتت من هذا الباب حيث الهدف البحث في مصير الميليشيات الشيعية تحديدا وجود حزب الله في سوريا، وفي السياق عينه تأتي زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى دمشق غدا وان كان عنوانها العريض “زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره السوري بشار الاسد”.
ولفت المصدر الى ان بعض نتائج هذا المنحى، بدأت بالظهور، حيث حزب الله يعتلم مآل التطورات القادمة، وقد تجلى الامر من خلال التباين الجزئي بين موقف سوريا والحزب بشأن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فما بين العامين 2014 و2016 كان تمسك حزب الله حاسما وحازما بانتخاب الرئيس ميشال عون، في حين نجد اليوم ان حزب الله يفتح قنوات الحوار.
ورجح المصدر ان يحصل حوار حول هذا الملف في القريب العاجل، لكن من المبكر الحديث عن انجازه في الوقت الراهن، لان انتخاب الرئيس دون معالجة باقي الملفات من حكومية واصلاحية وما يرتبط بها من تعيينات سيكون خطوة يتيمة لن تؤدي الى معالجة الازمة.
وفي سياق متصل، قلل المصدر من اهمية تحميل مسؤولية الفشل في انجاز الاستحقاق للمسيحيين، قائلا: من يركب هذه الموجة هو كمن يهرب الى الامام، لان الجميع يعلم ان حصر الثنائي الشيعي الترشيح بفرنجية دون وجود اي خيار آخر هو كالقول للمسيحيين اخترنا لكم مرشحا وما عليكم الا الموافقة عليه، في حين ان هناك استحالة لجمع الطرفين المسيحيين الاقوى مع بعضهما في الظرف الراهن، او مع فرنجية.
وعن حظوظ فرنجية، اعتبر المصدر ان الاخير يلعب اوراقه الاخيرة، ويحاول قدر المستطاع تشكيل لوبي في الداخل والخارج من اجل خوض معركته لكن انتخابه دونه عقبات.
وختم: “السؤال حاليا حول الشخصية التي سيطرحها البعض وستكون مفاجئة، لم يزج باسمها طاول فترة الفراغ وفي بورصة الترشيحات”.