مع إنتهاء خلوة الصلاة تحت جناح سيدة لبنان وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اتّجهت الأنظار إلى نتائج هذه الخلوة الروحية علّها تنعكس إيجابا على العلاقات المسيحية – المسيحية وبالتالي على توافق شامل يؤدي الى خروج لبنان من عنق الزجاجة”.
في هذا السياق أكّد المحلل السياسي جورج علم, أن “هذه الخلوة لها الطابع الروحي ولها نوع من يقظة الضمير الوطني لكي يتحمّل النواب مسؤوليتهم في ظل الأوضاع المصيرية التي يجتازها لبنان”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال علم: “هذه الخطوة هي محاولة استنهاض ضمائر, نأمل أن يكون لها تأثير إيجابي لتغيير مسارات الأمور كما هي جارية اليوم, لكي يكون هناك نوع من تحمل المسؤولية الوطنية أمام التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع اللبناني”.
أما بالنسبة للحراك العربي, قال: “هناك صفحة جديدة في الشرق الأوسط نأمل أن يستفيد منها لبنان, فهناك مناخ انفتاحي ليس فقط على المستوى العربي إنّما على المستوى العربي – الإقليمي, يظهر بالإتفاق بين الممكلة العربية السعودية وإيران برعاية صينية والذي يستكمل يوم غد باجتماع هو الأول بين وزيري خارجية البلدين تحت أجندة هذا الإتفاف”.
وأضاف, “زيارة الوزير القطري إلى لبنان على درجة عالية من الأهمية, وتؤكّد أن لبنان ليس منسيا من الزاوية الخليجية العربية, وهذه الزيارة يفترض أن يبنى عليها خطوات إضافية وستكون إيجابية لإخراج الوضع اللبناني من أمام الجدار المسدود”.
واعتبر أن “الوتيرة الدبلوماسية التي تتحرّك بسرعة قياسية في المنطقة ربما تؤدي إلى تسوية في لبنان, بانتخاب رئيس للجمهورية يشارك في القمة العربية التي سوف تستضيفها الممكلة العربية السعودية في التاسع عشر من أيار المقبل”.
وتابع, “السعودية تريد قمّة استثنائية على مستوى العالم العربي من ناحية الحضور والمشاركة والقرارات, ولا يمكن ان يتاح المجال بأن يعود الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية فيما لبنان الدولة العربية المؤسسة لجامعة الدول العربية يبقى مركزها شاغراً على مستوى رئيس الجمهورية”.
وختم علم, بالقول: “هناك متشائمين لا ينظرون هذه النظرة, لأن الإستحقاق الرئاسي مربك إلى درجة أنه يصعب إختراقه في المدي القريب المنظور, لكن أرى أن هذا الحراك الذي تسارع وتيرته من خلال زيارة الوزير القطري, ومن خلال اللقاء الثنائي الذي يتم بين إيران والسعودية من خلال احتمال دعوة الرئيس الأسد إلى القمة, فأرى أن هذه الأمور قد تقود إلى تسوية خارجية للمأزق الرئاسي وينعكس على الداخل اللبناني في تسوية داخلية”.