لامس سعر صرف الدولار اليوم رقماً تاريخياً جديداً بعد أن وصل إلى الـ 120 ألف ليرة لتسجل الليرة اللبنانية أكبر إنهيار في تاريخ لبنان، ما يشي بأن الأوضاع المالية والنقدية متجهة إلى مزيد من التخبط في الأيام المقبلة.
في هذا السياق إعتبر الخبير الإقتصادي خالد أبو شقرا, أن “زمام الأمور بدأ يفلت عن السيطرة وبشكل كبير جداً, فارتفاع دولار السوق السوداء بنسبة 10% منذ يوم أمس يعتبر نسبة كبيرة جداً”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال أبو شقرا: “الأمر الذي يحدّ من قدرة مصرف لبنان اليوم على التدخّل, هو انخفاض إحتياط العملات الأجنية إلى ما دون الـ 9 مليار دولار, إضافة إلى إضراب المصارف المستمر, فسياسة مصرف لبنان تنفّذ عبرها وهذا الأمر اليوم غير متاح, وعليه فلا قدرة للمركزي على التدخّل”.
وأضاف, “لا يمكن فصل أي ارتفاع في سعر صرف الدولار عن هذين الأمرين الأساسيين, الاوّل وهو المضاربة على سعر الصرف وهو عنصر أساسي لتحقيق المكاسب, والثاني هو تراجع عرض الدولار مقابل زيادة الطلب عليه, فزيادة الطلب واضحة من قبل المركزي لتمويل العمليات على منصة “صيرفة” وتمويل نفقات الدولة بالدولار سواء كانت تتعلّق بسلفة الكهرباء وغيرها, وبالتالي هناك حاجة بزيادة الطلب عليه”.
وتابع, “أما فيما يتعلّق بعرض الدولار, فكلما يرتفع الدولار بنسب كبيرة, ينخفض العرض عليه, وبالتالي يتقلّص عرض الدولار في سوق القطع”.
وختم أبو شقرا, بالقول: “الحلول السياسية أساسية ومطلوبة اليوم, إلا أن الحلول الإقتصادية من المفترض أن تظهر إلى العلن ومنها التوقّف عن طباعة الأموال بالليرة اللبنانية لتمويل نفقات الدولة, ولزيادة الرواتب والأجور, وبالتالي استمرار الوضع على ما هو عليه اليوم لم يعد يحتمل والمخاطر أصبحت أعلى بكثير من بداية الازمة”.