كتب شربل الصيّاح في موقع JNews Lebanon
مرّت ستّة أشهر و لبنان يتحمّل النتائج عينها التي تحمّلها منذ تأسيسه ، تتغيّر المسائل و الظّروف لكنّ النتّيجة واحدة . فالفراغ المعتمد متوقّعاً من فريق ٨ أذار الذّي يجاهد يوميّاً لتحصين نفسه في المعادلة الدّاخلية خصوصاً بعد إعلان البيان الثلاثي الصيني-السعودي-الإيراني المندرج تحت عنوان ” لو كنت أعلم”.
سنوات و نادى الفريق المناهض لحزب الله به ليعود من دويلته التقسيمية و الإنعزالية إلى منطق الدّولة و المؤسسات الفعليّة فكان الرّهان على ” لبننته ” تحت حجّة الحوار للمحافظة على السّلم الأهلي ليتبيّن في الأخير أنّ ” لبننة ” حزب الله شبه مستحيل كونه رافض للفكرة اللبنانية من أساسها ، و هنا أسأل : ما أهميّة الإتّفاق على نهائية الكيان اللبناني أمام الإختلاف على دور هذا الكيان ؟ ”
الجواب : لا أهميّة له .
تمرّ اليوم فرنسا بأزمة سياسية مركزية بموضوع رفع سنّ التقاعد . لكنّ هذه الأزمة لم تمنع البلديّات الموسّعة الصلاحيات القيام بدورها تجاه تلبية حاجات المواطنين الإدارية و المالية.
يمرّ لبنان منذ تأسيسه أزمات سياسية مركزية وقفت سدّاً منيعاً في استقرار حياة مواطنيه.
أيّ نوع تعويم للنظام المركزي الحالي الذّي كنّا ضحيته منذ تأسيسه هو إمتداد و استمرار للأزمة التّي نعيشها .
فقد سئم الشّعب اللبناني من إنشاء ” جبهات سيادية ” عنوانها الأزليّ استرداد الدّولة .
لذا ، يجب على المعارضة الإتّحاد لتبنّي مشروع اللامركزية الإدارية و المالية . هذه اللامركزية كحدّ أدنى هي الأولوية لا لإنقاذ ما تبقّى بل لبناء مؤسسات فعليةّ من جديد ، ليبقى الصراع السياسي المركزي بدون أي تأثير على حياة المواطنين اليومية.
أطلّ علينا المفتي الجعفري أحمد قبلان بتاريخ ١٩ / ٣ / ٢٠٢٣ بخطاب موجّه إلى البطريرك خصوصاً و المسيحيين عموماً أهمّ ما جاء فيه :
” لبنان بلا شراكة لا وجود له والشراكة تنتظركم ”
لا علم لي إذا كان المفتي يتمتّع بحسّ الفكاهة أو أنّه جدّي ،
لكنّ في كل الأحوال :
أين كانت الشّراكة في حرب تموز ؟
أين كانت الشّراكة في حربكم في سوريا و اليمن؟
أين كانت الشّراكة عند تعدّيكم على أراضي رميش و لاسا ؟
أين هي الشّراكة ولا تتركون مناسبة إلّا و تتّهموننا و سيّد الصّرح بالعمالة ؟
أين هي الشّراكة في حصركم لمصيرنا و مستقبلنا ؟
أين هي الشّراكة عندما تعطّلون الإنتخابات الرّئاسية لحماية وجودكم اللّاشرعي؟
أين هي الشّراكة عندما تقرّرون مسار الحرب و السّلام؟
أين هي الشّراكة عندما صرختم شكراً سوريا و اجتحتم بيروت و خلدة و عين الرمانة ؟
أين هي الشّراكة في تعطيلكم لمرسوم تعيين قضاة غرف التمييز لحماية المتّهمين بقضيّة المرفأ ؟
أين هي الشّراكة و تربطون مصير اللبنانيين بالمعادلات الإقليمية ؟
أبن هي الشّراكة في تهديدكم العلني في غزوة عين الرّمانة؟
أين هي الشّراكة عندما تعتبرون أنّ الطّاقات الشّبابية مهدورة و يجب فصل الرّجال عن الإناث في رحلات المسابح ( أنظر نعيم قاسم ) ؟
المشكلة يا مولانا ليست بين المسيحيين و عدم إتّفاقهم.
المشكلة هي في الشّراكة معكم .
لكنّني لن أقول أنّ الشّراكة في انتظاركم…لأنّنا انتظرناكم طويلاً .
صحيح أنّ طرح اللامركزية الإدارية و المالية تحافظ على إتّحادية الكيان اللبناني .
و صحيح أيضاً أنّنا أهل ال ١٠٤٥٢ كم٢.
لكنّنا أبناء الحرّية.
مولانا ، إذا خُيّرنا بين المساحة و الحرّية ،
“صحتين ع قلبكن المساحة و الشّراكة فوقها. “