كل يوم، بات اللبنانيون على موعد مع حالة انتحار بسبب عجز المواطنين عن مواجهة عمق الأزمة، فيرون في الرحيل ملاذاً للحفاظ على هيبة عمر وكرامة لطالما دفعوا ثمن الحفاظ عليها بالدم.
المواطن بيار صقر، كتب وصيته على فايسبوك يؤكد فيها سينتحر. لم تردعه مطالبات رفاقه والمواطنين عبر الفايسبوك. حاول الكثير من الشباب معرفة مكانه، وعثر عليه شقيقه في جرود #زحلة، لكن كان الوقت قد فات وبيار رحل.
مزجت وصيته بين الشخصي ووصف للمعاناة التي غلبته، وبين السياسي الذي اعتبر أنه لولا هذه السلطة الحاكمة ولولا الوضع الذي زداد تأزماً لما وصل الإنسان إلى طريق مقفل يحتّم عليه أن يأخذ حياته بيده.
وفي صلب الوصية، أن يلف نعشه بالعلم اللبناني وعلمي القوات اللبنانية والكتائب.
فبيار بحسب رفاقه، حمل القضية في قلبه ووجدانه. من معركة زحلة والمجلس الحربي إلى اليوم، إلى ساعة رحيله، لم تكسره معركة ولا صعوبات، لكن ضيق العيش كان صعباً، والكرامة “حقا دم”، وبدل أن يكون شهيد القضية تحول إلى ضحية الانهيار.