“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
توقف مصدر سياسي مسيحي مخضرم، عند إعلان الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والذي أتى بعد إعلان الرئيس نبيه بري أيضاً عن دعم ترشيحه، معتبراً أنه لم يحمل أي جديد، وأن رواية السيد نصرالله لمحضر اللقاء بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، قد سبق وأن كشفه الأخير منذ شهرين، وذلك، لجهة إصراره على ترشيح فرنجية، والأسباب الموجبة التي عدّدها نصرالله لباسيل، في هذه المرحلة وضرورة تبنّي ترشيح فرنجية، وبالتالي، تابع المصدر، أن هذا الإعلان لا يشكل مفاجأة لأحد، وهو معروف.
ورأى المصدر المسيحي، أن السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا الإعلان اليوم؟ ولماذا المجاهرة بهذا الموقف وبهذا التبنّي؟ فالموقف المضمر معروف، ولكن لماذا إخراجه إلى العلن، هناك إجابتان على هذا السؤال:
ـ أن هناك من يتحدث عن إرادة “الثنائي الشيعي” بتحدّي المجتمع الدولي من جهة، والداخل اللبناني من جهة أخرى، وأنه مصرّ على هذا الترشيح، على الرغم من عدم وجود ظروف موضوعية لانتخاب فرنجية تحت عنوان “هذا مرشحنا، ولا نقبل التفاوض لا من قريب ولا من بعيد”، وبالتالي هناك عملية تحدي في هذا المكان.
ـ هناك وجهة نظر أخرى، تقول أن ما من معطيات تبدّلت من أجل إعلان تبنّي هذا الترشيح، بمعنى أن الخارج لا يريد وصول فرنجية إلى الرئاسة، ولا يريد أي مرشح من قوى 8 آذار، فعلى الصعيد الداخلي لم يبدّل جبران باسيل موقفه، ولم تبدِّل المعارضة موقفها، أي أن المعارضة على اختلاف مكوّناتها، ليست متّفقة كلها على النائب ميشال معوض، ولكنها متفقة على رفض أي مرشح من 8 آذار، كما أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لم يبدِّل موقفه، ولا يستطيع أن يتبنى ترشيح فرنجية لاعتبارات متعلقة بالمملكة العربية السعودية، وأن النواب السنّة لم يتجهوا لمناقضة الموقف السعودي، من خلال انتخاب رئيس معروف بخطه “الممانع”.
وبالتالي، السؤال أيضاً هو لماذا هذا الإعلان؟ هنا أجاب المصدر نفسه، أن هناك من يقول أن هدفه هو إخراج سليمان فرنجية من مرشح مُضمر، إلى مرشح مُعلن من أجل إحراجه لإخراجه، لأنه عندما يصبح مرشحاً معلناً، فإن الضغوط سوف تنتقل من “الثنائي الشيعي” الذي يحجز الإستحقاق الرئاسي، إلى سليمان فرنجية الذي سيُحرَج أمام الرأي العام، وتتحوّل كل الضغوطات عليه، لأنه سيتحمّل مسؤولية الإنهيار، والإنسداد في الأفق الرئاسي، ومسؤولية الشغور على مستوى الدولة واستمرار التأزّم، وبالتالي، إحراجه لإخراجه بحجة عدم إمكانية وصوله بسبب الإنهيار، الأمر الذي يضطرّه إلى إعلان خروجه، وبالتالي يتحرّر “الثنائي الشيعي” وينتقل للبحث عن خيار آخر، إن لم يكن متوفراً من اليوم.