يحيي لبنان اليوم الذكرى الـ18 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.
وفي المناسبة تجمع عدد كبير من مناصري تيار المستقبل أمام ضريح الرئيس الشهيد، وسط مطالبات بعودة الرئيس سعد الحريري النهائية الى لبنان.
وقرأ الرئيس سعد الحريري الفاتحة مع عمته وعمه والحشود، وعلت هتافات “بالروح بالدم نفديك يا سعد”، وقال الحريري في تصريح مقتضب: “الله يرحم الرئيس رفيق الحريري والله يعين لبنان”.
وقال وزير الداخلية بسام المولوي اننا “اليوم نوجّه رسالة لمن اغتال الحريري فهم ارادوا اغتيال الوحدة الوطنية وبناء الدولة ونؤكد على أهمية الطائف”.
وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي: في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها لبنان، مجدداً كما الشعور في اللحظات الأولى لتلك الجريمة التي أريد من خلالها إغتيال الوطن والإنسان في ١٤ شباط ٢٠٠٥، هو … هو نفس الشعور بالخسارة الجسيمة التي لا تعوض لقامة وطنية وإنسانية جُبلت بالمحبة والإنفتاح والتفاني حتى الشهادة في سبيل لبنان، عنيت به الرئيس رفيق الحريري.
في ذكرى إستشهاده، مدعوون جميعاً الى التحلي بالمناقبية السياسية التي آمن بها الراحل الكبير توافقاً وشراكة وقبولاً بالآخر، بذلك نمنع إغتيال الطائف وإغتيال لبنان الذي إستودعه الشهيد رفيق الحريري والشهداء كل الشهداء أمانة في أعناق جميع اللبنانيين ونحفظه وطناً واحداً موحداً لكل ابنائه.
وغرّد رئيس حزب القوات اللّبنانية سمير جعجع على “تويتر”: “الاغتيال الزلزال الذي قتل زعيمًا كبيرًا ومشروع لبنان الجديد. 14 شباط، ذكرى اغتيال رفيق الحريري”.
من جهته، غرّد النائب ميشال معوض، قائلًا: “18 عاما على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه التي هزّت لبنان والمنطقة. 18 عاما والعدالة مغيّبة والمرتكبون فارّون والدولة مخطوفة”.
واضاف معوض: “مستمرّون في نضالنا لتحرير لبنان من هيمنة السلاح والفساد واستعادة السيادة وبناء دولة القانون والمواطنة والعدالة مهما كثرت التضحيات”.
كما غرد النائب سامي الجميّل كاتبا: “في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء 14 شباط ال٢٢، نستذكر العدالة المعذّبة في وطن استباحه الإرهاب وقتل فيه كل من قال “لا” للاحتلال السوري من رفاق وأصدقاء. أساليب التهرب من العدالة الدولية نشهدها في قضية انفجار مرفأ بيروت، لكننا على العهد باقون. لا ننسى لا نستسلم ولا نساوم
كما توجهت السيدة نازك رفيق الحريري بتحية اكبار وشوق وحنين لروحه الطاهرة، روح رفيق عمرها ودربها، روح شهيد الوطن ورجل الدولة الاستثنائي صاحب المبادرات الصائبة. وقالت:
مرةً أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة بعد سنوات صعاب طوينا فيها من عمر الفراق ثمانية عشر عاماً ودرباً من المخاطر والتحديات الشاقة، وتقاسمنا دمع الغياب وتشاركنا الألم والأمل في آن .
ثمانية عشر عاماً منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري مرت طويلة ومحفوفة بالتجارب والمحن المريرة والقاسية. ثمانية عشر عاماً وانا أناجيك أيها الحاضر الغائب يا صاحب الحلول المبتكرة ورجل التحديات في زمن التحديات الكبرى . أناجيك وطيفك يحوم حولنا نبحث عنك فلا نجدك في هذه الايام الصعبة التي بتنا نحتاج إليك أكثر من أي وقت مضى ، زوجاً مخلصاً وأباً محباً لعائلتك الصغيرة كما عائلتك الكبيرة . نحتاج اليك يا رجل الدولة والرؤية والمبادىء ، أيها الزعيم الوطني الجامع الذي استطاع بإيمانه بالله سبحانه وتعالى وبمحبته لوطنه أن يمحي صورة الحرب الاهلية ويقود مع شعبه مسيرة النهوض الانسانية والانمائية والاقتصادية ليعيد لبنان دولة فاعلة مشاركة على خريطة الدول . كنت تردد دائماً ان كل سياسة لا تؤدي الى تحسين حياة الناس وفتح الآفاق لمستقبل أفضل لا يمكن اعتبارها سياسة ناجحة وهذا هو سر نجاحك ومحبة الناس لك .
نحن في مرحلةٍ دقيقة حرجةٍ وصعبة جدًا. نحن في مواجهة مشاكل حياتية لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسيّة. فالساعة اليوم تحتم علينا أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية المشتركة أمام بعضنا البعض وأمام الوطن وكل من موقعه . وعندنا ثوابتنا للانتماء والاســـــتقلال والســــيادة
ووحدة الارض والناس والمصير . ويكون علينا بالحوار وبالقرارات الصائبة ان نصون وجودنا ومصلحة الوطن على كل مصلحة فردية . فلنحوّل التجاذبات رؤىً نتعاون على تحقيقها وتطويرها لنبني وطناً سيداً حراً مستقلاً.
وفيما نحيي اليوم ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، نشهد على كوارث طبيعية لحقت بوطننا الحبيب لبنان والبلدان المجاورة. فكلّ الدعاء لله عزّ وجل بواسع الرحمة والمغفرة للضحايا الأبرياء وبالشفاء العاجل للمصابين. كما ندعو الله العلي العظيم لطفه فيما قضى وأن يعم الأمن والسلام والطمأنينة الوطن العربي والعالم أجمع .
وختمت عقيلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لعل آخر الكلام دعاء نرفعه للمولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، ويتغمّدهم بواسع الرحمة والمغفرة إن شاء الله . فالعدالة الإلهية ستأتي بإذنه تعالى عاجلاً أم آجلاً وإن الله يمهل ولا يهمل . “وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ”.