إقتحم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، أسوار قيادة الجيش وسدّد ضربةً رئاسية قوية على معقل القائد العماد جوزيف عون. هجومٌ هو الأول من نوعه يتعرّض له عون منذ طُرح اسمه كرئيسٍ توافقي من خارج الإصطفافات والخلافات السياسية.
خرج باسيل عن طوره تجاه قائد الجيش بعد تلقيه اتصالاً من خارج الحدود، أن العماد جوزيف عون، هو الرئيس التوافقي القريب من بعبدا، وذلك بعد إجراء بعض المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة دراسات وإحصاءات، خلصت إلى أن عون بحوزته العدد الأكبر من الأصوات النيابية، ما يخوّله التربع على عرش المرشحين الأقوياء.
معركة حياة أو موت يخوضها باسيل، بوجه المرشّحين جوزيف عون وسليمان فرنجية، وهذا ما تجلّى بأقصى صورة في إطلالته المتلفزة أمس الأحد. إتهم قائد الجيش بالتعدي على صلاحيات وزير الدفاع، والفساد في إدارة المؤسسة العسكرية، ما يعني أنه كسر الجرة مع جوزف عون وضرب إمكانية التوافق عليه.
طالما أن باسيل كان قد أعلن سابقاً رفضه لقائد الجيش كرئيسٍ للجمهورية، لماذا يلجأ إلى مثل هذه الإتهامات العلنية غير الواقعية بحق قائد الجيش، الذي، وبشهادة الجميع، نجح في الحفاظ على المؤسسة العسكرية وجنّبها الكثير من الويلات والأزمات التي طالت الجميع دون استثناء؟
وعن سليمان فرنجية، قرر باسيل تهديد “حزب الله” بترشّحه لرئاسة الجمهورية بغية حشر الحزب ودفعه نحو التنازل عن رئيس تيار “المردة” على قاعدة “يا أنا يا سليمان”. علماً أن ترشّح باسيل لرئاسة الجمهورية شبه مستحيل، وهو لا يجرؤ على دخول حلبة الإستحقاق الرئاسي حفاظاً على ماء وجهه، على اعتبار أنه قد لا يحصد أكثر من 15 صوتاً.
الأمر الآخر الذي أجبر باسيل على التلويح بترشّحه للرئاسة هو قطع الطريق على كل نواب “التيار الوطني”، الذين يملكون فرصاً جدية للترشّح وربما الوصول. باسيل يريد من إعلان تفكيره جدياً بالترشّح أن يكرّس زعامته على التيار ونوابه، بمعنى أنه لن يستطيع أحد الترشّح إلاّ جبران نفسه، خصوصًا أن عدة أصوات “تيارية” لا تزال تعارض حصر باسيل الترشّح للرئاسة بشخصه فقط.
وفي الصالونات السياسية، يقول مصدر نيابي رفيع أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورداً على تهديد باسيل بترشّحه، قد يدعو إلى جلسة انتخاب في اليوم التالي لترشّح باسيل. وذلك كي يظهر برّي حجم باسيل الحقيقي، وأنه لا يحظى بأصوات ربع المجلس النيابي.
لا شك أن الهجومات التي يشنّها رئيس “التيار الوطني” على كل الجبهات وباتجاه الخصوم والحلفاء، تعكس تخبطاً سياسياً يعيشه باسيل، وخوفاً ممّا سيحمله قادم الأيام من تسويات قد تكون على حساب صهر الرئيس السابق ميشال عون.