تلتزم بكركي الحذر الشديد في التعامل مع جلسات حكومة تصريف الأعمال التي باتت تسير وفق إيقاع الضرورات الحياتية والمعيشية والخدماتية الملحّة، وبات من الواضح أنها سوف تستمر في زمن شغور موقع رئاسة الجمهورية، بعدما حصل الرئيس نجيب ميقاتي على التأييد السياسي اللازم في الجلسة الأخيرة، والذي سينسحب أيضاً على الجلسة الثالثة التي قد تتمّ الدعوة إليها في وقتٍ قريبٍ جداً، بمعزلٍ عن بيان مجلس المطارنة الموارنة الأخير.
لكن حذر بكركي، لن يدوم طويلاً، كما كشفت أوساط سياسية مسيحية، إذ اعتبرت أن التصعيد “الكنسي”، الذي يأتي في المواقف العالية السقف للبطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد الماضي، وفي بيان مجلس المطارنة الموارنة منذ أيام، يتناول تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، كما الجلسات الحكومية في زمن الفراغ الرئاسي، وصولاً إلى تحديد المسؤولين عن هذا الواقع، ولو من دون تسميتهم بشكلٍ مباشر.
ومن شأن هذا التصعيد، أن يضع الموقف عموماً من الذين اعتبرهم البطريرك الراعي “ساعين إلى الفراغ في كلّ المواقع القيادية في الدولة وليس فقط المسيحية”، في دائرة الغموض، كما يطرح تساؤلات حول ارتدادات الزيارة التي قام بها وفد من “حزب الله” إلى بكركي لمعايدة البطريرك الراعي بمناسبة الأعياد، وبالتالي، على العلاقة ما بين بكركي و”حزب الله”.
وعن هذه التساؤلات، قالت الأوساط السياسية المسيحية لـ”ليبانون ديبايت”، إن العلاقة ما بين بكركي والحزب، والتي ارتدت الطابع الإجتماعي، في الزيارة الأخيرة لوفد الحزب إلى الصرح البطريركي، لم تنجح في فتح خطوط التواصل السياسي بين الطرفين، بدلالة الردّ الواضح من الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، على كلام البطريرك الراعي، حول “رغبة لدى البعض في إفراغ المواقع المارونية”، وتأكيده بعدم وجود مثل هذه الرغبة.
وبالتالي، اعتبرت هذه الأوساط، أن الخطاب السياسي العلني، مؤشر على عدم وجود حوار وتواصل مباشر أو حتى رسائل عبر موفدين سياسيين أو روحيين، وذلك، على الرغم من أن الحزب قد حرص في الآونة الأخيرة، على التحرك باتجاه أكثر من فريق داخلي، وقد هدفت زيارة التهنئة بعيد الميلاد المجيد لبكركي، إلى فتح صفحة جديدة، علماً أن سياق المواقف والخطابات الأخيرة، لا يؤشر إلى أن الحوار قائم، كما القطيعة.