كتبت ملاك عقيل اساس ميديا
في خطابه الأخير بشّر الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصرالله بـ “لقاءات قريبة” مع التيار الوطني الحر تحت عنوان “لا نُجبِر أحداً على التحالف ولا على الصداقة ولا على التفاهم. ولن نبادر إلى نزع يدنا إلا إذا بادر الطرف الآخر”.
حتى يوم أمس لم يكن أيّ تطوّر قد طرأ على ملفّ العلاقة المضطربة بين حزب الله والتيار الوطني الحر. يُنقل عن مصدر مطّلع على علاقة الحليفين قوله: “الأمور أسوأ ممّا يظنّه البعض. وما حصل من لقاءات سابقة بين الطرفين لم يَمنع من حصول التصادم الأخير الذي يتجاوز مسألة انعقاد الحكومة وتوفير حزب الله الغطاء لجلسة غير دستورية وفق تقويم باسيل”.
ما رشح من تطوّرات في الأيام الماضية لم يتعدَّ المبادرة التي قام بها باسيل من خلال انتداب نائب الشوف غسان عطالله للمشاركة في إحياء حزب الله ذكرى اغتيال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس.
في هذا السياق تردّدت معلومات عن مسعى باسيل إلى الاجتماع مجدّداً مع السيد نصرالله على اعتبار أنّ أزمة الثقة بين الحليفين مع كلّ متفرّعاتها تحتاج إلى مواجهة مباشرة بين الرجلين لا تعوّض عنها اللقاءات المغلقة بين باسيل وبين الحاج حسين خليل أو الحاج وفيق صفا أو نواب كتلة الوفاء للمقاومة. عمليّاً، كان الحاج وفيق صفا جزءاً من المشكل حين أوحى لباسيل بأنّ الحزب لن يوفّر الغطاء لجلسة الحكومة الأخيرة، الأمر الذي دفع الأخير إلى القول علناً بأنّ “الاتفاق في شأن هذه المسألة لم يحصل مع السيد نصرالله”.
وربطاً بالخطاب الأخير للسيد نصرالله تركِّز أوساط قريبة من حزب الله على المعطيات الآتية:
– تقصّد نصرالله في طلّته الأخيرة تغليف كلامه بتعابير دبلوماسية لم تحجب ما قاله بين السطور لجهة إعلان استعداد الحزب في أيّ لحظة لإغلاق “كتاب التفاهم” من دون إحراج إذا قرّر التيار الوطني الحر سحب يده من تفاهم مار مخايل. والأهمّ ما تؤكّده الأوساط من أنّ نصرالله، الذي يُركّز على مسألة التوافق على رئيس لا يطعن ظهر المقاومة، يقصد بكلامه الحلفاء والخصوم معاً، وعلى رأس هؤلاء الحلفاء جبران باسيل نفسه.
– يتعاطى حزب الله مع “حالة باسيل” الراهنة من منطلق تسليمه بأنّ رئيس التيار الوطني الحرّ بات يشعر بأنّ التحالف مع الحزب تحوّل إلى عبء حقيقي عليه ربطاً بملفّ الرئاسة وتوازنات المرحلة المقبلة وملفّ العقوبات وحسابات مرحلة ما بعد ميشال عون وحاجته إلى إعادة استنهاض الشارع المسيحي. وبهذه الخلفيّة يتابع الحزب تحرّكات باسيل تجاه القوى السياسية مشجّعاً على الحوار، لكن من دون أن يُسقِط من حساباته محاولة رئيس التيار خلق هويّة سياسية جديدة له تتماشى مع متطلّبات المرحلة داخلياً وخارجياً.- على الرغم من المسافة الواحدة التي يعتمدها حزب الله حيال باقة المرشّحين، لا يزال يُقدّم سليمان فرنجية على الآخرين، وخصوصاً في ظلّ اشتداد كباش المحاور الدولية والإقليمية. ثمّة من يؤكّد في هذا السياق أنّ “رئيس تيار المردة هو الأقدر برأي الحزب على مدّ الجسور بين المقاومة والقوى السنّية بدءاً من سعد الحريري الذي لا يتعاطى معه حزب الله من منطلق أنّه حالة انتهت فعليّاً في السياسة”.