لم تكن زيارة وفد حزب الله إلى بكركي اليوم وليدة ساعتها، وإن كانت المناسبة متعلقة بتقديم التهاني بالأعياد، لا سيما بعد الحديث في الآونة الاخيرة عن حركة موفدين بين الصرح البطريركي وحارة حريك.
في 13 أيلول الماضي 2022 شق وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية طريقه بإتجاه بكركي، فاستنبط خبرته في شق الطرقات الجبلية الوعرة لشق طريق سياسي يربط الضاحية الجنوبية لبيروت بالصرح البطريركي في بكركي، فهو وإن شدد من عن منبرها يومها أنه “ليس موفداً رسمياً من حزب الله إليها وأنه لا يحمل رسالة إلى سيّدها ولكنه اعتبر أن الزيارة من حيث الشكل هي رسالة بحدّ ذاتها”.
وهذه الزيارة الرسالة أتت بعد ما يزيد عن سنة كاملة عن آخر لقاء رسمي ومكشوف بين الحزب والبطريركية المارونية عندما زار وفد لجنة الحزب المكلفة بمهمّة الإتصال الصرح، واجتمع لساعات مع اللجنة المسمّاة لهذه المهمة من جانب الصرح. قبل أن يرتفع سقف الخطاب لا سيما مع الشعار الذي رفعه البطريرك ما بشارة بطرس الراعي بالدعوة إلى الحياد وتدويل الأزمة وهو ما استفز الحزب الذي انكفأ عن التواصل مع بكركي.
وفي هذا الإطار ترى مصادر مطّلعة أن الطريق بين الحارة وبكركي دشنتها زيارة الوزير الذي حمل معه “كعك العباس “، والذي على ما يبدو “فعل فعله”، فنجح وزير الأشغال بشق الطريق وتعبيدها أولاً وجمع أهل بكركي وأهل الضاحية بالخبز والملح مع “كعك العباس”.
وجاءت زيارة الوفد اليوم والذي ترأسه رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد، كإشارة واضحة على أهميتها، قبل مغادرة البطريرك الراعي غداً الثلاثاء إلى الفاتيكان للمشاركة بمراسم دفن البابا بنيديكتوس السادس عشر، وقد حملت 3 عناوين رئيسية لمناقشتها وهي: الملف الرئاسي والأوضاع العامة والأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للمواطنين، وتفادت الزيارة الأمور الجدلية لا سيما موضوع الحياد والمؤتمر الدولي.
وأكد البطريرك حرصه على إنجاز الإستحقاق الرئاسي والتعاطي معه بمسؤولية عالية لأن البلد يعيش ظروفاً صعبة جداً.مشدداً على أن المكان الطبيعي للحوار هو المجلس النيابي.
ونبّه السيد عند خروجه أمام الاعلاميين أنه “لا يوجد صفحة قديمة وصفحة جديدة بيننا وبين البطريرك الراعي لكن الأوضاع الصحية والكورونا تسببت بفسحة زمنية تزيد من الشوق، والصفحة دائماً مفتوحة بيننا”، معتبراً أن “لا تباين مع الراعي إنما تبادل لوجهات النظر إنطلاقاً من الحرص على انتخاب الرئيس للقيام بواجباته تجاه لبنان”.