في كل يوم جديد يطلّ ، يضع اللبناني “إيدو ع قلبو” خوفاً من أي أزمة قد تنزل عليه كالصاعقة. ومع اقتراب فصل الشتاء، يتحضّر المواطن لقضاء هذا الموسم الصّعب “باللحم الحيّ”، فيما كثرت الأخبار المتداولة عن انقطاع الغاز، الذي تعتبره شريحة واسعة من الناس أوفر من غيره للتدفئة، وتسخين المياه، والطبخ وسواها من الإستعمالات. إلا أن المشكلة أبعد من ذلك.
“لا انقطاع للغاز”، طمأن رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون مشدداً على أن الكميات متوفرة حتى فصل الشتاء، إلا أن المشكلة بحسب زينون هي في توقيت صدور جدول الأسعار التي لا يبدو أنها ستحلّ قريباً.
فقال في حديث لـ”لبنان 24″، إنه “يجب على الجدول أن يصدر عند الساعة السابعة صباحاً كما جرت العادة منذ القدم، إلا أن وزارة الطاقة باتت تنتظر التغييرات في سعر صرف الدولار، ما يسبّب مشكلة للموزّع”.
فأوضح زينون أنه في فصل الصيف، يستهلك اللبنانيون 500 طنّ من غاز، فيما يستهلكون شتاء 1400 طنّ في النهار الواحد، لذا إذا كان الجدول سيتأخر لساعات الظهر كي يصدر، فمن شأن هذا الأمر أن يعرقل عملية حصول الناس على الغاز بسبب التأخر في التسليم لأن الموزعين يوزّعون الغاز على لبنان بأكمله، وهم ينطلقون في مهامهم منذ ساعات الصباح الباكر حتى الليل.
وجدّد زينون دعوته لتخيير المواطنين بين خيارين لا ثالث لهما لحلّ الأزمة، إمّا الدفع فريش بشكل مباشر، وإما بحسب سعر الصرف في السوق الموازية وذلك بهدف عدم انتظار جدول الاسعار وبالتالي عدم التهديد بانقطاع المادة من السوق، إلا أن المعنيين لا يريدون العمل بهذه الطريقة، على حدّ تعبيره.
وكشف عن خطوات مرتقبة ستقوم بها النقابة قبل فصل الشتاء لأنه “لم يعد بإمكاننا الإستمرار لا بالخسارة ولا بالتأخير في توزيع هذه المادة الحيوية للناس”، مشدداً على أن “الطلب على الغاز سيزداد في المرحلة المقبلة مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل الإنقطاع المستمر للكهرباء ووقف اشتراكات الناس، علاوة على تقنين المولّدات، لذا بتنا نلاحظ اليوم أن كثيرين توجهوا إلى الغاز لتأمين سخانات المياه، للطبخ، والتدفئة وغيرها”.
وتوجّه زينون إلى المواطنين، مفسّراً عن سبب الغلاء المستمر في سعر قارورة الغاز، عازياً ذلك إلى غلاء أسعار النفط العالمي، بالإضافة إلى ارتفاع سعر سرف الدولار في السوق الموازية، وبالتالي لا إمكانية في ضبط الأسعار.
وعن الغاز المسال، فأوضح زينون أنه “يتمّ استيراده من اليونان ومن سائر الدول الأجنبية وبالتالي فلن نتأثر بالحرب بين روسيا أوكرانيا، بدليل أن لبنان لم ينقطع يوماً عن الغاز”.
وكشف زينون أن الغشّ يملأ السوق الموازية، إذ تقوم معامل عدّة في لبنان على تعبئة ناقصة للقوارير وبالاستفادة من الأسعار المرتفعة، وهنا دعا المواطنين لشراء الغاز بقوارير مختومة عند الأعلى بالنايلون، مناشداً مديرية حماية المستهلك أن تكثف دورياتها على معامل الغاز ومراقبة الوزن كي تتوقف عمليات الغشّ التي تأكل السوق ويدفع ثمنها المواطن اللبناني.
وشدد زينون على أن الحديث عن أزمة في قطاع الغاز وانقطاعه عار من الصحة، إلا أن الموزعين وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى التهديد بالإضراب عن التوزيع على كل الأراضي اللبنانية لأن الأبواب أقفلت بوجههم وما من آذان تصغي إليهم، على حدّ تعبيره.