بعد الحادثة التي سيطرت على الاعلام اللبناني مساء امس الخميس، في حلقة “صار الوقت” لـ الاعلامي مارسيل غانم على قناة ام تي في، والتي تحولت الى حلبة قتال بين طلاب التيار الوطني الحر وحرس المحطة، جاءت الردود في نشرات الاخبار المسائية بين محطة ام تي في و او تي في على الشكل التالي:
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
الحرية في لبنان قدس الأقداس. هكذا كانت، هكذا هي، وهكذا ستبقى… وللجميع من دون تمييز.
أما محاولات إلغائها الحديثة، فستلحق بما سبقها، ليكون مصيرها الفشل الحتمي. فما من أحد على الإطلاق في لبنان، سواء كان شخصية أو قوة سياسية، يسعى، أو يقدر أصلا، على التعرض لحرية الإعلام، مهما بلغت وقاحة أي اتهام معاكس.
لكن، ووفق المنطق نفسه، لا ينبغي أن يسعى أحد، ولن يقدر أحد أصلا، سواء كان وسيلة إعلامية أو أحد رواد مواقع التواصل، أو أبواق الإعلام، وما أكثرهم على امتداد الوطن، على محاصرة أي رأي سياسي أو تطويقه، بالمباشر حينا، وبوسائل غير مباشرة أحيانا، كالترهيب المعنوي أو الجسدي، مرورا بالتنمر، ووصولا إلى إغراق الموقف الذي يدلي به صاحب الرأي المذكور، ببحر من الشتائم والمزايدات والصراخ والحقائق المزورة، وسائر أشكال الكلام الفارغ.
ولعل في ما يتعرض له التيار الوطني الحر منذ ثلاث سنوات على الأقل الدليل الأبرز، حيث يبدو أن القائمين بتلك الممارسات مصرون عليها، ولو انها لم تؤد حتى الآن إلا إلى نتائج عكسية، بدليل الانتخابات النيابية الأخيرة، والحشد الشعبي الواضح الأحد الفائت، الذي يؤشر إلى المنحى الذي ستسلكه الامور في الآتي من الأيام… هذا في المبدأ.
اما التفاصيل، فنتركها لتقرير مفصل في مستهل النشرة، لكن، بعد أن نتلو كاملا، بيان اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار الوطني الحر، الذي لم يقرأ كاملا أمس، في معرض الحلقة التلفزيونية موضوع الإشكال. فقد صدر عن اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في التيار الوطني الحر ليلا البيان الآتي : فيما كان طلاب من التيار الوطني الحر يشاركون في برنامج صار الوقت عبر محطة الMTV ، تم الاعتداء عليهم من بعض الجمهور ومن عناصر أمن المحطة الذين قاموا باقتياد الطلاب إلى الخارج واعتدوا عليهم بالضرب وقاموا باطلاق النار.
وتابع البيان: اننا نطلب من الأجهزة الأمنية ومن القضاء أن يضع يده على الملف فورا وسيقوم الطلاب المعتدى عليهم بالتقدم بالشكوى اللازمة.
وأضاف البيان: كذلك نطلب من الإعلامي الاستاذ مرسل غانم الا يكتفي بتسليم الكاميرات للأجهزة الأمنية بل أن ينشر تسجيلاتها بالصوت والصورة ليطلع عليها الرأي العام، ونطلب أيضا من كل من لديه أي صور التقطها بواسطة الهاتف أن ينشرها لتظهر حقيقة ما حصل. وختم البيان بالتشديد على أن التيار الوطني الحر يضع هذه الحادثة برسم محطة الMTV، المطلوب منها أن تفسر كيف تدعو ضيوفا وتسمح لعناصر امنها بالاعتداء عليهم، مؤكدة انها طلبت من كل الشباب العودة الى منازلهم لعدم تحمل مسؤولية اي اعتداء اضافي يحصل، فشباب التيار الوطني الحر هم طلاب حوار، وهذا سبب مشاركتهم بالحلقة وهم ليسوا اصحاب اعتداء على احد، ختم بيان التيار الوطني الحر.
مقدمة ال أم تي في
من ناحية ثانية ردت قناة ام تي في في مقدمة نشرتها المسائية بالاتي:
نعم، صار الوقت. صار الوقت ان نقول الحقيقة واضحة كما هي بلا لف ولا دوران. والحقيقة ان التيار الوطني الحر الذي ادعى انه قوة سياسية ضد السلاح وضد الميليشيات في زمن الحرب، ها هو يتحول قوة ميليشياوية في زمن السلم. في نهاية الثمانينات من القرن الفائت اعلن ميشال عون حربه لتوحيد البندقية … فصدقناه. اعتقدنا انه مؤمن بما يقول به وانه سيعيد الى الدولة سلطتها والى الجيش اللبناني هيبته فسرنا معه وخضنا المعارك من أجله.
لكن الوقائع كذبت طروحات عون. فهو ما ان عاد الى لبنان عام 2005 حتى عقد تفاهما مع حزب الله، متناسيا شعاراته السابقة التي كان يعتبر فيها سلاح حزب الله سلاحا غير شرعي. ولأنه “عاشر القوم اربعين يوم فاما ان تصير منهم او ترحل عنهم”، فان التيار الوطني الحر تحول شيئا فشيئا قوة ميليشيوية، آخر معاركه “البطولية” ما ارتكبه امس في حرم مبنى ال “ام تي في” من تكسير وتحطيم وضرب واطلاق رصاص. فهل فقدان السلطة افقد المسؤولين عن التيار اعصابهم، وجعلهم يعلنون الحرب حتى ضد وسائل الاعلام؟
نعم، صار الوقت. والوقت حان لمكاشفة التيار الوطني الحر ورئيسه بخطورة ما يقومان به على صعيد تهديد السلم الاهلي في لبنان. نعلم ان جبران باسيل غير مسرور بتاتا بمغادرة قصر بعبدا محملا بالخيبة والفشل.
لقد لعب لست سنوات دور رئيس الظل، فاعتقد نفسه الآمر الناهي في الجمهورية، وانه “يقضي ويمضي” كما يشاء. لكنه اكتشف في الاسبوع الجاري ان ما اعتقده هو مجرد وهم. فباسيل شاء ام ابى محاصر محليا، ومعزول عربيا، ومنبوذ عالميا ومعاقب اميركيا.
لقد خرج من قصر بعبدا لا صديق له ولا حليف الا حزب الله، لذلك يتحول رجلا خطرا، لا يهتم بشيء الا بتغيير قواعد اللعبة واثارة الفوضى، عل الفوضى غير الخلاقة تقوده الى قصر بعبدا من جديد.
لذلك يا سيد جبران، لن ننجر الى الاعيبك، ولن ننفذ مخططاتك.
فال”أم تي في” بقدر ما هي صوت الحرية، فانها ايضا صوت السلم الاهلي، وصوت رافض للفتنة، وما تؤمن به ال “ام تي في” يؤمن به معظم الشعب اللبناني. لذلك، لا الحرس القديم سينفعك، ولا اثارة الفوضى والشغب ستخدمك، ولا الاعتداءات العشوائية ستعومك. أنت مفلس سياسيا بقدر ما انت مكروه شعبيا، فتوقف عن ان تكون نسخة رديئة فاشلة عن قامعي الحريات ومستعبدي الشعوب.
نعم يا جبران “صار الوقت” ان تعود الى رشدك وتتخلى عن صبيانيتك وأنانيتك واستعليائيتك وسلبيتك. فهل تفعل قبل فوات الاوان؟