في ظلّ التوترات المستمرة على الحدود الجنوبية للبنان، عُقد اجتماع جديد للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، بحضور رئيس اللجنة الجديد خلفاً للجنرال مايكل ليني، وغياب لافت للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس. يأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً ميدانياً ملحوظاً، تمثّل بسلسلة من الخروقات الجوية والبرّية، في موازاة جهود دبلوماسية تسعى إلى ضبط الأوضاع الأمنية وتخفيف التوترات تمهيداً لمسار سياسي وأمني أوسع.
وفي التفاصيل، عقدت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، اجتماعاً الأربعاء في رأس الناقورة في جنوب لبنان، حيث حضر للمرة الأولى، رئيس اللجنة الجديد جوزيف كليرفيلد الذي خلف مايكل ليني، ضمن الآلية الأميركية التي تقضي بتغيير الرئيس كل ستة أشهر.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أكثر من شهر على الاجتماع الأخير في 7 سبتمبر الماضي الذي عقد بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وبينما لم يصدر بيان رسمي عن الاجتماع، فقد وصفته مصادر لـ”الشرق الأوسط” مطلعة بـ”الروتيني”، مشيرة إلى أنه تم خلاله “عرض التقرير الأول الذي سبق أن عرضه قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمام الحكومة الأسبوع الماضي”.
اجتماع “الميكانيزم” بغياب أورتاغوس
الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس التي كان من المقرر أن تزور لبنان السبت الماضي للمشاركة في اجتماع “الميكانيزم” لم تحضر كما كان متوقعاً بسبب إجراءات سفر الأميركيين إلى الخارج في هذه الفترة فغابت عن اجتماع اللجنة التي انعقدت بحضور رئيس اللجنة الجديد جوزيف كليرفيلد الذي خلف الجنرال مايكل ليني، وممثلين عن لبنان وإسرائيل.
ووفق معلومات غير رسمية لـ”اللواء” سيقوم الجنرال الجديد بتفعيل عمل اللجنة لتخفيف التوتر في الجنوب في ظل أجواء التهدئة الاقليمية تمهيداً لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي بالتوازي مع عملية جمع السلاح في الجنوب.
تفجيرات
ميدانياً، شن الطيران المسير الاسرائيلي عصر أمس، غارة استهدفت سيارة رابيد على طريق العاصي بين بلدتي كفرا وصديقين أدت الى إصابة مواطن بجروح. وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان المستهدف، ثم نفذ الجيش الإسرائيلي غارة ثانية استهدفت أرضاً مفتوحة في بلدة صديقين.
وعلى الرغم من تمكن الراكب من النجاة في الغارة الأولى، وتوجهه نحو المرتفعات، إلا أنّ المسيرة أطلقت لاحقاً صاروخين وأصابته.
من جهة ثانية تم العثور على “درون” إسرائيليّة في بلدة عيتا الشعب قضاء بنت جبيل بعد سقوطها قبل أيّام.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيرًا كبيراً قرابة الساعة الخامسة فجراً، في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام.
وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية في الهواء فوق المزارعين في بلدة عيترون، بجنوب لبنان. ولليوم الثاني على التوالي، يستمر أهالي بلدتي عيترون ويارون بقطاف الزيتون في الحقول المجاورة للحدود، بمواكبة الجيش اللبناني واليونيفيل. كما خرقت جرافة إسرائيلية الحدود في منطقة غاصونة شرق بلدة بليدا جنوبي لبنان، وقامت بأعمال تجريف داخل الاراضي اللبنانية.
وأُفيد بأن الطيران المسيّر حلّق صباحاً فوق بيروت وضواحيها ومن ثم في أجواء مناطق الجنوب.
وكان قد صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح.