في مقابلته الأخيرة مع الإعلامي مرسال غانم عبر برنامج «صار الوقت»، وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات واضحة، وإن جاءت مغلفة بلغة التعاون، إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون. تمحورت هذه الانتقادات حول مقاربة ملف السلاح ودور الدولة في فرض سيادتها. إذ قال جعجع بوضوح: «نتشارك الأهداف نفسها مع رئيس الجمهورية، لكن المقاربة تختلف»، مشيرًا إلى أن عون «متخوّف زيادة عن اللزوم من الحرب الأهلية»، في حين يرى هو أن الدولة لو اتخذت قرارها «بحسم ووعي» لكانت الأمور سلكت مسارًا مختلفًا.
وفي سياق تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، حمّل جعجع الرئيس عون مسؤولية التردّد، مؤكدًا أن على الدولة أن «تتصرف كدولة وتتخذ القرار، وتفي بتعهداتها وإلا ستخسر صدقيتها». وذكّر بأن المطلوب هو الإيفاء بالالتزامات المتعلقة بتفكيك البنى العسكرية للفصائل المسلحة، بدلًا من الاتكال على ذرائع تتعلق بالخوف من الصدامات والحرب الأهلية.
ولم يغفل جعجع الإشارة إلى ما اعتبره تراجعًا في أولوية السيادة لدى الرئاسة، منتقدًا صمت الدولة أمام تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قائلًا: «كان يجب بعد نصف ساعة أن يأتيه رد من الحكومة: مش شغلتك شيخ نعيم، هيدا قرار بتاخدو الدولة».
أما في ما خص السلاح الفلسطيني، فاعتبر جعجع أن التعاطي الرسمي معه يوحي وكأنه ينتظر موافقة الفصائل أو السلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الملف «شأن سيادي لبناني» بحت.
بهذا الخطاب، يحمّل جعجع الرئيس عون مسؤولية التباطؤ في حسم ملفات مصيرية تتعلق بسيادة الدولة وسلاحها، حتى وإن حاول تغليف نقده بالتشديد على «الأهداف المشتركة».