تحلّ اليوم الذكرى الأولى لسقوط حزب البعث – الأسد، الحدث الذي شكّل نقطةً فاصلةً في تاريخ سوريا والمنطقة. فمع انطواء صفحة النظام الأسدي، تتعامل القوى السياسيّة في لبنان والمنطقة مع هذه المناسبة بوصفها محطة تأسيسية لمرحلة جديدة، تفتح الباب أمام مقاربات مختلفة تعزّز حضور الدولة وتُعيد رسم موازين النفوذ.
وفي هذا السياق، تتكثّف المواقف اللبنانية والسورية التي تقرأ في هذا التحوّل انعطافةً تاريخيةً تحمل انعكاساتٍ مباشرةً على مستقبل الشعبَيْن والعلاقة بينهما، في ظلّ انتقال سوريا إلى مسار سياسي واقتصادي جديد، وعودة مئات الآلاف من أبنائها إلى ديارهم بعد سنوات طويلة من الصراع والنزوح.
وفي التفاصيل، اعتبرت أوساط سياسية بارزة لصحيفة “نداء الوطن” أنّ ذكرى سقوط الأسد اليوم “هي تأسيسيّة لمرحلة جديدة بعد ضرب مشروع إيران في المنطقة بما يخدم لبنان على مستوياتٍ عدةٍ لا سيما ما يتعلق بتعزيز نفوذ الدولة، وهذا يعني أنّ هذه الذكرى ليست فقط للسوريين وإنّما أيضًا للبنانيين الذين ساهموا على مدى عقود في مواجهة النظام الأسدي“.
وفي هذا الإطار، كتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر حسابه على “إكس”: “بعد عام على سقوط الطاغية بشار الأسد، يسقط معه عهد كامل من القمع والقتل والفساد الذي دمّر سوريا وخنق لبنان. واليوم، بينما يعيش معزولًا مذلولًا خارج التاريخ، يفتح الشعب السوري بابًا جديدًا نحو دولة حديثة واقتصاد منتج، ويقترب لبنان وسوريا من فرصة لصياغة علاقة متينة تقوم على المصالح المشتركة، والاستثمار، والانتقال إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي. هذه لحظة للشعبَيْن لا تُفوَّت… ولمَن كان سبب الخراب، لا مكان له في المستقبل“.
بدوره، كتب النائب إيهاب مطر عبر منصة “إكس”: “حين سقطت “سوريا الأسد” واستعاد السوريون وطنهم وحريتهم ومستقبلهم من براثن النظام البعثي الدموي، شكّك الكثيرون في قدرة الثوار على إدارة شؤون بلدهم. وبعد سنة وعلى الرغم من الإرث الثقيل أثبت الرئيس أحمد الشرع، باحتضانٍ سعوديٍّ تحديدًا، قدرةً استثنائيةً على فتح أبواب المستقبل الواعد أمام السوريين، لتعود دمشق منبرًا عربيًا للأخوة والتعاون. ومرّت سنة على سقوط نظام مجرم، وقدم السوريون للعالم درسًا يشهد عليه التاريخ. فمهما طال الزمن يبقى الشعب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة. نُبارك للشعب السوري والقيادة السورية بحلول هذه الذكرى، ونحن كلبنانيين وكطرابلسيين نرى أنّنا شركاء جرّاء ما تعرضنا له من هذا النظام، وأيضًا شركاء في الفرحة، وكما أسقط السوريون النظام المجرم فإنّهم قادرون على إعادة سوريا العربية القوية بمستقبل واعد لكل المكونات“.
من جانبه، كتب النائب أشرف ريفي عبر منصة “إكس”: “كل التهنئة للشعب السوري في الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد. لقد أثمرت تضحيات السوريين نهاية حقبة من القمع والاستبداد والإرهاب. ما تحقّق هو انتصار للعدالة ولِحَقّ الشعوب في الحرية، والأمل أن تستعيد سوريا وحدتها وسيادتها وأن تنطلق نحو مسار جديد من الاستقرار والبناء. الأكيد أنّ علاقة أخوية ندِّية ستُبنى بين سوريا ولبنان من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين. ألف مبروك، وعقبال سقوط طغاة لبنان“.
كما كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصّة “إكس”، تزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد: “في ذكرى سقوط نظام المجرم بشار الأسد، لا تنسوا الوثائق الداخلية التي كشفت نفاق قادة حماس وأبواقها وازدواجية خطابهم؛ ففي العلن تبرّأت الحركة من الأسد بعد سقوطه لكسب ودّ العالم العربي والشعب السوري، بينما في الخفاء عملت على ترسيخ شراكة استراتيجية مع الرئيس السوري المخلوع الذي ذبح أبناء شعبه بوحشية“.
عودة 3 ملايين سوري إلى ديارهم
أفادت مفوّضية الأمم المتّحدة السّامية لشؤون اللاجئين، بعودة أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى ديارهم حتى الآن، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
وأضافت المفوّضية أنّ من بين العائدين، أكثر من مليون ومئتي ألف سوري عادوا طواعية من الدول المجاورة، وأكثر من مليون وتسعمئة ألف نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية.
