كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon 

بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، تعود الفنانة بريجيت ياغي بعمل مختلف وعميق يحمل عنوان “فخر الدني”، أغنية وطنية صدرت بمناسبة عيد الاستقلال، بكلمات وألحان الفنان الكبير عبدو ياغي، وتوزيع وتسجيل نبيل يونس. لكن ما يميّز هذا العمل أنّ المخرج رامي سلوم اختار أن يبتعد به عن الإطار التقليدي للأغاني الوطنية، ليقدّمه بأسلوب إنساني مؤثّر يشبه فيلمًا قصيرًا ينبض بالعاطفة والوجدان.

مدرسة… ذكريات… ووطن

جرى تصوير الكليب في مدرسة القديس يوسف – عينطورة بمشاركة تلاميذ المدرسة وأهاليهم الحقيقيّين، ما أضفى على المشاهد صدقًا وعفويةً نادرة. أمّا اليوم الثاني من التصوير فتنقّل بين البترون وجبيل، ليحمل العمل نَفَس الشمال وطبيعته ودفء بلداته.

بريجيت التي ابتعدت عن الوسط الفني لفترة، ظهرت في الكليب بدور المعلمة التي تُدرّس تلاميذها أغنية وطنية. الفكرة استوحاها سلوم من المشهد الشهير لفيروز في فيلم “بنت الحارس”، حين كانت تُغنّي للأطفال داخل الصف، وهو مشهد أصبح جزءًا من الذاكرة الفنية اللبنانية. وتقول بريجيت إن هذا المشهد تراثي ويمثّل لبنان بكل رمزيته، ولذلك نرى لمسات فيروزية واضحة في إطلالتها الهادئة والناعمة.

الأطفال… أمل وطن يُخلق من جديد

اختارت ياغي أن يكون الأطفال محور العمل لأنهم – كما تقول – “الوحيدون اللي بعد عندن براءة… والوحيدون اللي بيعطونا أمل وسط كل الظلم والوجع اللي عايشينو.”

لكن الكليب لا يكتفي بتصوير تلاميذ يغنّون. فالقصة تدور حول طفلة تبدو غير مندمجة مع الصف، سرعان ما نكتشف أنّ والدها شهيد، وأن شرودها المتكرر ليس إلا محاولة للهروب من حزن يفوق قدرتها على التعبير. هذا التفصيل الإنساني يُحوّل “فخر الدني” من عمل وطني إلى حكاية مؤثرة تمسّ مشاعر كل لبناني عاش وجع الفقد.

تكريم لعبدو ياغي… وحضور استثنائي

الكليب يحمل في طياته تحيّة خاصة للفنان عبدو ياغي، أحد أعمدة الفن اللبناني، الذي ظهر في المشهد الافتتاحي كضيف شرف، لتكون مشاركته بمثابة تكريم لمسيرته ولإرثه الفني الذي ما زال حاضرًا في وجدان الناس.

“فخر الدني”: أغنية وطنية بروح سينمائية

ما يميّز “فخر الدني” هو أنّه ليس مجرد كليب، بل تجربة وطنية وإنسانية أراد فريق العمل من خلالها أن يلامس القلوب قبل الآذان. بمزيج من التمثيل الصادق، وصوت بريجيت الحنون، وقصة تحمل الكثير من الوجدان… يقدّم العمل رسالة حب وأمل للبنان الذي يعيش في أطفاله ويكبر في أحلامهم.

بريجيت ياغي تعود بثقة، وبعمل يليق باسمها، ويعيد إلى الفن الوطني حسّه الحقيقي… لتثبت أن لبنان ما زال هو “فخر الدني”.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version