كتبت يولا هاشم في المركزية:

انتخبت الجمعية العامة لنقابة المحامين في طرابلس، المحامي مروان ضاهر نقيبًا ونبهان حداد عضو مجلس نقابة، وانتهت معها المبارزة بين الاحزاب على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي نسبت كل منها الفوز لها، في حين ان الفوز الحقيقي كان للنقابة والنقيب وللمحامين في الشمال. وانتقلت المنافسة الى نقابة بيروت التي ستنعقد جمعيتها بمن حضر نهار الاحد 16/11/2025.

في طرابلس، كانت المنافسة محصورة بين أربعة مرشحين، 2 لمنصب النقيب و2 لمركز العضوية، بينما هي في بيروت قائمة بين 22 مرشحًا للعضوية، أربعة منهم لمنصب النقيب.

مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان في الماضي، كان المرشحون يقفون على مدخل قصر العدل في بيروت حيث تجرى الانتخابات، لتحية زملائهم، دون الطلب منهم أو إقناعهم بالتصويت لأحدهم. ولم تكن بعد الحاجة الى زيارات المكاتب والمنازل ولم تكن بعد قد درجت العادة على إقامة الولائم والمآدب واللقاءات الفولكلورية ولا على نشر البرامج الانتخابية ولا نصب الخيم في باحة قصر العدل. وكان المرشح، أي مرشح يكتفي بإعلام زملائه بترشحه من خلال وقوفه يوم الانتخاب لتحيتهم، وردّ التحية عليهم، فينتخبونه لماضيه المهني ولطلّته النقابية ولخبرته وكفاءته ومعرفتهم به، ولوجوده بينهم أمام أقواس المحاكم، مترافعًا مدافعًا عن حقوق موكليه.

لقد تغيّرت الظروف، والسبب قد يكون عدد المحامين، في ذلك الزمن،اي في الخمسينيات، لم يكن يتجاوز 300 محام في الخمسينيات ليصل الى 1000 محام تقريبًا في السبعينيات، يعرفون بعضهم بعضًا جيدًا ويلتقون يوميًا. وبعد عام 1981، وبسبب حوادث سنة 1975، اضطر المرشحون الى اعتماد الزيارات الشخصية او الاتصالات الهاتفية، دون أن يتجهوا الى إقامة الحفلات أو المآدب، إلا في مناسبات معدودة في منازلهم.

مع تغيّر الزمن ، وبسبب الحوادث التي عطّلت سير المحاكم وأقفلت العدليات، وبسبب ازدياد عدد المحامين، الذي وصل الى 4000 محام ما بين 2006 و2017. وحاليًا يبلغ العدد 7500 محام تقريبًا، فنشط المرشحون في مجال اعتماد اللقاءات الموسعة والحفلات والولائم والصور الدعائية المنتشرة بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوسّع تدخّل الأحزاب في الانتخابات وغطّت التحالفات الحزبية نشاطات المرشحين وأدّت الى تحويل الانتخابات من نقابية صرف إلى سياسية، إذ راحت الأحزاب تنسج تحالفات في ما بينها رغم خلافاتها السياسية، فشملت هذه التحالفات المرشحين الحزبيين والمستقلين على حدّ سواء، وحتى دون الأخذ بموافقتهم، والمستقلون منهم، يجدون أنفسهم ضمن هذا التحالف، داعمًا لهم وإن بدون طلب منهم، أما إذا رأوا أنه من غير مصلحتهم يتنصّلون منه، وهذا نادرًا ما يحصل، إذ بات المرشح المستقل بحاجة الى دعم حزبي وسياسي لتحسين وضعه الانتخابي.

وتشير المصادر الى ان المتتبع لسير الانتخابات في نقابة بيروت، ومن خلال الصور المنتشرة على وسائل التواصل والمواقع الالكترونية التي تنقل لقاءات المرشحين وحفلاتهم التي تقام صباحًا على ترويقة وظهرًا على غداء وبعد الظهر على فنجان قهوة وشاي وأركيلة، ومساء على عشاء في المطاعم والفنادق، يتبيّن له أن الوجوه الحاضرة على طاولات المرشحين لمركز النقيب، هي ذاتها، تنتقل من ترويقة الى غداء الى عشاء ومع أي مرشح ، وتلبية لدعوة تأتي من أي أحد، دون معرفة الداعي او الراعي للحفل. وسرعان ما تتفلّت الولائم الى عروض لصور المدعوين مع المرشحين أو مع بعضهم البعض، وإذا حُصي عدد المدعوين الذين يلبّون هذه الدعوات فهو لا يتعدّى الخمسماية محام ومحامية من أصل 7500 محام ممن يحق لهم الاشتراك في الجمعية العامة، وهذه الدعوات تكون إما على حساب المرشح الداعي للحفل أو بموجب بطاقات تُباع لمن يرغب في تلبية الدعوة. والكلفة باهظة ومكلفة، ما يطرح السؤال حول مدى قدرة المرشح او المحامي على تحمّلها، في ظلّ شحّ الموارد وركود الأشغال ومتاعب المحامين في تحصيل أتعابهم. فهل تستأهل هذه الانتخابات كل هذه الكلفة؟ وإزاء انتقادات العدد الكبير من المحامين وخاصة المخضرمين منهم لهذه الظاهرة الانتخابية، والتي أصبحت متداولة من الرأي العام الذي يربأ بأن تتحول نقابة المحامين من حصن للعدالة والوقار الى جمعية تشبه سائر الجمعيات في البلد.

أما البرامج الانتخابية التي يسوّق لها المرشحون، بحسب المصادر، فهي تكرار لتلك التي نُشِرت في كل انتخابات سابقة، وبعض ما تضمّنته من وعود تفوق قدرة المرشحين على تنفيذها، فلم تعد تستهوي المحامين إذ أصبحت مادة مبتذلة لكثرة ما تكررت وتناولت صحة المحامين وكرامتهم وعلاقتهم مع القضاء واستعادة أموال المودعين وجريمة انفجار المرفأ، وكلها لم تُنفَّذ. وبسؤال أحد المحامين المخضرمين عن ظاهرة الولائم والبرامج، يجيب: “أنا حزين لما آلت إليه حال النقابة في بيروت”.

وبالعودة الى مجريات المعركة الانتخابية، فالمرشحون، كل المرشحين كثفوا اتصالاتهم ولقاءاتهم في الاسبوع الأخير الذي يسبق موعد الانتخابات في 16/11/2025، بانتظار ما سينتج من تحالفات للأحزاب، بعد انتخابات النقابة في طرابلس، ومن المنتظر ان تعلن هذه التحالفات تباعًا ابتداءً من يوم الخميس 13/11/2025، فهل يتم التحالف بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، أو تحالف حزب الكتائب اللبنانية مع الثنائي الشيعي، وما سيكون موقف الحزب التقدمي الاشتراكي، وهي تحالفات بدأت تلوح ملامحها من خلال صور المرشحين مع بعضهم البعض، والى ان تأخذ هذه التحالفات مجراها بالاعلان عنها او عدم قيامها، في ضوء متغيرات قد تحصل قبل موعد الانتخابات، وربما في اليوم الأخير أو عشية الانتخابات، ان علنًا أو سرًا، سيكون لكل حادث حديث، تختم المصادر.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version