كتب يوسف فارس في المركزية:
أعربت واشنطن عن خشيتها من تدحرج الوضع في لبنان الى الأسوأ، معتبرة ان الجهود الرامية الى انتشاله من ازمته عبر حزمة من الحوافز الاقتصادية والسياسية وصلت الى طريق مسدود وسط خشية من ان يبقي أداء الطبقة السياسية البلاد رهينة الشلل والتبعية الخارجية .

وأوضحت ان المبادرة الأميركية كانت تهدف الى خلق بيئة اقتصادية وسياسية مشجعة تدفع حزب الله نحو معالجة طوعية وجذرية لقضية السلاح، مشيرة الى ان الخطة تضمنت التزامات مالية بمليارات الدولارات من دول خليجية خصصت لدعم مشاريع تنموية في جنوب لبنان . كما شملت المبادرة اطلاق محادثات مباشرة مع إسرائيل مستوحاة من روح الاتفاقات الابراهيمية بأبعادها الاقتصادية والتعاونية والأمنية بما يتيح مكاسب متبادلة لجميع الأطراف . ووصفت المقترح بأنه اندفاعة جريئة تهدف الى معالجة الازمة البنيوية في لبنان واعادته الى مسار الاستقرار والازدهار، غير ان أطرافا فاعلة في بيروت رفضت الطرح مفضلة الإبقاء على الواقع السياسي والعسكري القائم . واعتبرت ان لبنان بات الدولة الوحيدة التي ترعى منظمة اجنبية مسلحة كجزء من نظامها السياسي الرسمي، مؤكدة ان تجاهل ملف سلاح حزب الله سيؤدي الى مزيد من التآكل في مؤسسات الدولة .

وفي السياق قال مسؤول أميركي : للأسف هم يفضلون الوضع الراهن ما يعني ان لبنان سيظل دولة فاشلة. وان اللحظة التي اوجدها الرئيس دونالد ترامب للتغيير قد ولت . وستعود العلاقات مع لبنان الى الإيقاع الدبلوماسي التقليدي بحيث يقتصر التعامل معه على المستوى الاجرائي لا التغييري .

النائب السابق لرئيس المجلس النيابي أيلي الفرزلي يقول لـ “المركزية ” صحيح ان الدولة اللبنانية ما بتبيض الوجه لكن ذلك ناجم في الأساس عن الأطماع الإسرائيلية المتكررة على الجنوب . اما الضغوطات التي تمارس راهنا من قبل واشنطن وتل ابيب وتتراوح وتيرتها بين الارتفاع والهبوط فهي تعود الى ما يدور في كواليس المطابخ الداخلية والخارجية من مفاوضات سرية ورسائل متبادلة بالنار، على ما جرى أخيرا من استهدافات إسرائيلية لبعض القرى الجنوبية بذريعة إعادة بنى عسكرية للمقاومة. قول واشنطن ان لبنان دولة فاشلة ويفضل البقاء كذلك هو أيضا في اطار الضغوط الأميركية المُراد منها ادخال لبنان في حرب داخلية مع حزب الله وهو ما يرفضه . حقيقة الموقف الأميركي عبر عنه الموفد السابق اموس هوكشتاين الذي اعترف بتحقيق لبنان الكثير من الخطوات على طريق النهوض واستعادة الدولة . موقف واشنطن الحالي يتماهى الى حد كبير مع مواقف تل ابيب وحكومتها المتطرفة الساعية الى السيطرة على المنطقة ودولها تارة تحت عناوين توراتية وأخرى امنية اعلن عنها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو اكثر من مرة .

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version