كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
دلالات الرسالة: من الخطاب إلى الفعل
تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ JNews Lebanon أن مضمون الرسالة “لم يكن تفصيلاً عابراً”، بل حمل في طيّاته تحذيراً واضحاً من أي محاولة لإعادة طرح ملف سلاح الحزب في المفاوضات الداخلية أو الخارجية. وتضيف المصادر أن الحزب أراد أن يبعث برسالة مزدوجة: أولاً إلى الداخل لتثبيت موقعه كطرف مقرّر لا يمكن تجاوزه، وثانياً إلى الخارج ليؤكد أن أي تسوية إقليمية لن تمرّ على حساب المقاومة أو بيئتها السياسية.
وتشير المعلومات نفسها إلى أن جهات لبنانية حاولت “تخفيف حدّة” مضمون الرسالة في التداول الإعلامي لتجنّب أزمة داخلية، إلا أن مضمونها الحقيقي وصل بوضوح إلى العواصم المعنية بالملف اللبناني.
الدولة بين مطرقة الخارج وسندان الداخل
تكشف مصادر رسمية تحدثت لـ JNews Lebanon أن الرؤساء الثلاثة تعاملوا مع الرسالة “بواقعية شديدة”، مدركين أن الردّ المباشر قد يفتح باب مواجهة لا يملك لبنان ترف خوضها. ومع ذلك، ثمّة انقسام حقيقي داخل المؤسسات بين من يرى أن الحزب تجاوز الأطر الدستورية بفرض معادلاته، ومن يعتبر أن الحزب يحمي موقع لبنان الإقليمي عبر توازنه مع إسرائيل والغرب.
ووفقاً لمعلومات خاصة بالموقع، فإن اللقاءات التي تلت الرسالة شهدت نقاشات غير مسبوقة حول ضرورة صياغة “تفاهم سياسي جديد” يحدد دور المقاومة في المرحلة المقبلة.
السياق الإقليمي وتأثيراته المباشرة
بحسب تقرير دبلوماسي اطّلع عليه JNews Lebanon، فإن الرسالة تزامنت مع تصاعد الضغوط الخارجية على الحكومة اللبنانية لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة. لكن في المقابل، ترى أوساط دبلوماسية أن الحزب “يلعب بذكاء سياسي”، إذ يسعى إلى تحصين موقعه الداخلي قبل أي تسوية محتملة بين عواصم إقليمية. هذه القراءة تفسر اللهجة الواثقة في الرسالة التي تُقرأ كإعلان استعداد لأي تطور إقليمي قد يعيد رسم خريطة القوى.
قراءة في العمق: لبنان يدخل مرحلة “الردع السياسي”
بحسب مصادر موقع JNews Lebanon فإن الحزب انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الردع السياسي، أي فرض قواعد جديدة للعبة الداخلية دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة. هو يدرك أن الانهيار الاقتصادي أنهك الدولة، وأن أي فراغ سياسي سيمنحه قدرة أكبر على فرض شروطه، لكنه في الوقت نفسه يسعى إلى تفادي انفجار شامل قد يهدد بيئته وجمهوره.
من هنا، يمكن فهم الرسالة كجزء من استراتيجية احتواء لا تصعيد، هدفها ضبط التوازنات لا نسفها بالكامل.
المخاطر والسيناريوهات المحتملة
تضع هذه الرسالة لبنان أمام العديد من المخاطر والسيناريوهات:
- استمرار الانقسام بين مكونات الدولة حول حدود نفوذ الحزب.
- ازدياد الضغوط المالية والدبلوماسية على لبنان في حال تجاهل المطالب الدولية.
- احتمال دخول البلاد في مفاوضات داخلية غير معلنة لتعديل التفاهمات القائمة.
- تعزيز الدور الأمني والسياسي للحزب في المناطق الحدودية، ما قد يشعل توترات متفرقة.
بحسب مصادر موقع JNews Lebanon فإن الرسالة ليست موجهة فقط إلى الرؤساء، بل إلى كل القوى التي تعتقد أن بإمكانها تجاوز الواقع القائم. الحزب يذكّر الجميع بأنه شريك مفروض بحكم الأمر الواقع، لا يمكن تجاوزه لا في الداخل ولا في الخارج.”
ويضيف مصدر مطّلع للموقع أن “المرحلة المقبلة ستشهد إعادة توزيع غير معلنة للنفوذ السياسي داخل الدولة، وقد تظهر نتائجها تدريجيًا عبر التعيينات والقرارات الحكومية المقبلة.”
إذاً، لبنان يقف اليوم أمام معادلة جديدة لا تُكتب بالدستور بل بتوازنات الميدان… والرسالة الأخيرة لم تكن سوى الصفحة الأولى من فصل سياسي مختلف تماماً عما سبقه.
