كتب يوسف فارس في المركزية:
ما بعد غزة ليس كما قبلها خصوصاً بالنسبة الى المنطقة والحروب فيها . فحزب الله بات وحيدا سياسيا وعسكريا في المفاوضات المقبلة فيما لبنان الذي كان وما زال ساحة للصراعات الخارجية وصندوق بريد للقوى الإقليمية والدولية واسمه ارتبط بالقضية الفلسطينية وكان ملكيا اكثر من الملك في الدفاع عنها ودفع اثمانا باهظة، سيتلقى اليوم ترددات تفاهم غزة لا سيما على صعيد الخطة الأميركية الآيلة الى نزع سلاح حماس بالدرجة الأولى ما سيجعل من لبنان معنيا مباشرة بعد غزة بمسألة حصرية السلاح . وما زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني على رأس وفد امني وقضائي الى بيروت الا نتيجة لتطورات غزة باعتبار ان تأثيرات اتفاق غزة لن تقف عند حدود السلاح بل ستطاول العلاقات بين لبنان وسوريا . لذا يبقى السؤال حول موقف حزب الله بعد نهاية حرب غزة بعدما قام بحرب اسناد لها، باعتبار ان عدم الموافقة على الحل الغزاوي للجنوب سيجعل إسرائيل تواصل ضرب منشات الحزب العسكرية والضغط بالنار على لبنان وبغطاء أميركي لتطبيق حصرية السلاح، علماً ان مشاريع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التوسعية لن تتوقف عند حدود غزة، بدلالة التوغل واحتلال مناطق واسعة في جنوب سوريا واصراره على منع إعادة الاعمار وعودة الأهالي الى الجنوب اللبناني وتحديدا القرى الحدودية .

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية” في الموضوع طالما ان نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية لا نهاية للحروب في المنطقة . في غزة يعمل يوميا على استئناف القتال وارتكاب المزيد من المجازر متذرعا بأتفه الأسباب. في لبنان وسوريا لم يوقف العمليات العسكرية مختلقاً الذرائع . لم يسقط من حساباته العودة الى توجيه مقاتلاته باتجاه ايران فيما لو توفر له الغطاء . يرى في اتفاقات وقف النار على ما حصل بالامس في قمة شرم الشيخ وسابقا القرار 1701 اسقاطا لحكومته . لذا يعود الى اثارة النظريات التلمودية التي تفضي الى إلغاء القضية الفلسطينية وتهجير أبناء غزة .

ويتوقع بويز تعرض لبنان لمزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، وان يترافق ذلك مع تصعيد داخلي لدفعه ولو بالقوة الى مفاوضات مباشرة وشاملة مع إسرائيل تلامس الى حد بعيد عملية السلام وبشروط قاسية جدا قد لا تتحملها التركيبة اللبنانية . لذلك المطلوب شد العصب الداخلي وتحصين الوحدة اللبنانية لاجتياز المرحلة بأقل الخسائر الممكنة . ما نشهده من ارهاق للبنانيين امنيا واقتصاديا وسياسيا ليس سوى البداية من مشهدية الزامه بسلام مفروض بالقوة .

ويختم لافتا الى ان المرحلة تتطلب إضافة الى تماسك المكونات اللبنانية الطائفية والسياسية تنسيقا أوسع مع سوريا وتعاونا عربيا اكبر لدرء الاخطار التي ستطال المنطقة برمتها .

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version