كتبت سينتيا سركيس في موقع Mtv:

حتى عـ”ميّة تنورين” انقسمنا…
لكأننا شعبٌ يهوى الانقسام والنكات ولو كان ذلك على حساب صحتنا أو خدمة لمكاسب سياسية أو نكايات ظرفية… فصرنا منشرب نكاية… وما منشرب أيضا نكاية!

موضوع مياه تنورين تفصيل، فبعيدا من حيثيات الملف وحقيقة ما يحصل، إلا أن الانقسام بدا واضحا بين اللبنانيين، ووسائل التواصل الاجتماعي دليلا. فبعد ما قيل عن أن مالك الشركة مقرّب من حزب القوات اللبنانية وأن المظفين هناك ينتمون إليه، توالت التعليقات، بين من قالوا إنهم سيشربون منها ولو كانت ملوّثة، وبين من أعلنوا صراحة انهم سيقاطعونها ولو كانت أنقى مياه.. حتى أن أحد هؤلاء كتب متفاخرا: “لازم نوقف نشرب مي تنورين حتى ولو طلعت بعدين الفحوصات نظيفة لأنو طلعوا موظفينها قوات. نحنا كشيعة عنا عدد وعنا قوة شرائية مخيفة لو منستغل هيدا الشي ومنصير نعمل فدرلية لكل بدنا نشتريه رح نلاقي كتير ممولين لاحزاب أخرى رح تراجع سياستها قبل ما تفتح تمها. خلونا نفيد الشركات يلي من بيئتنا”.

هي لعنة العقول المتحجّرة التي في الأساس كانت السبب في ما وصلناه من قعرٍ في لبنان… لعنة الغباء التي أحكمت قبضتها على العقول، فجعلت كل ملف وقضية تتحوّل إلى نزاع حزبي أو طائفي. التعيينات والتحقيقات وحتى الكهرباء، كلها نالت نصيبها من التقوقع الطائفي والأسِرْ الذي أوقَعْنا انفسنا به من دون معرفة.
حتى ذكرى 13 تشرين، التي شكلت نكبة في تاريخنا ويومًا أسود، حوّلناها إلى مادة للتجاذبات والاتهامات، متناسين أو غافلين عن أن النظام السوري هو السبب في ما حدث.
ليس ما يُصيبنا إرثا من الحرب، إنما نتيجة للكراهية التي بُثت في النفوس منذ التسعينيات وحتى اليوم… فأنتجت عقولا متحجّرة، لا تفقه إلا بالبغض وبنشر الاكاذيب.

قد يشرب الارز “تنورين” وقد لا يفعل… وقد تصحّ الاتهامات، وقد تبطل… حقيقةٌ واحدة مؤكدة وثابتة، هي أن “حنفيّة الهبل” ستبقى مفتوحة.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version