كتبت رينه أبي نادر في موقع Mtv:

توجّهت أنظار العالم إلى انتهاء الحرب في غزّة، وكان موقف للبنان ممّا يجري في المنطقة، حيث شدّد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون على “ضرورة أن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليّات العسكريّة ضدّ لبنان ليبدأ مسار التّفاوض”. هذا الموقف لم يكُن عابراً، وتوقّف عنده الفرقاء السّياسيّون، لا سيّما أنّ ما طرحه يُعَدّ من الملفّات الأكثر حساسيّة في البلد. فما موقف الثّنائي الشّيعيّ؟ 

يعتبر الكاتب والمحلّل السّياسيّ محمد علّوش أنّ “الرّئيس عون، حين تحدّث عن ضرورة التّفاوض غير المباشر مع إسرائيل، كتكرار لما حصل في مرحلة ترسيم الحدود البحريّة، أراد أن يقول إنّ لبنان جاهز لهذا التّفاوض بعد التزام إسرائيل بتطبيق وقف إطلاق النّار الموقّع في تشرين الثاني 2024”.
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “هذا أمر أساسي، إذ، ما لم تلتزم إسرائيل ويدخل لبنان في مفاوضات غير مباشرة معها، عندها سيُصبح السّؤال، حول ماذا نتفاوض؟ هل نتفاوض حول اتّفاق وُقِّع في تشرين الثّاني وبالتالي يلزَم الإسرائيليّ بتطبيقه؟ ماذا يمكن للبنان أن يقدّم في هكذا تفاوض وأرضه محتلّة والعدوان مستمرّ بشكل يوميّ وهناك أسرى لبنانيّون لدى الاحتلال؟ لذا، السّؤال هو متى وحول ماذا نتفاوض؟”.
هل يُمكن لموقف الرّئيس عون بشأن التّفاوض أن يخلق سجالاً جديداً بين بعبدا و”حزب الله”؟ يقول علّوش: “لا أعتقد ذلك، ما لم يكن القرار الرّسميّ بالتّوجّه للتّفاوض المباشر، وهو ما تدفع باتّجاهه الولايات المتّحدة بشكل علنيّ وواضح، وهي ستكثّف الضّغوط في المرحلة المقبلة لدفع لبنان الى الدّخول بهذا التّفاوض على غرار ما يحصل في سوريا”، لافتاً إلى أنّه “يُراد للبنان أن يدخل في قطار التّفاوض المباشر السّياسيّ أو الأمنيّ مع إسرائيل، وهذا ما يمكن أن يخلق سجالاً في لبنان بسبب التّركيبة السّياسيّة والطّائفيّة”.
ويُشدّد علّوش على أنّ “التّفاوض المباشر مرفوض جملةً وتفصيلاً بالنّسبة للثنائي الشّيعيّ، وهو لا يجد مصلحة ولا رغبة ولا أفقاً قانونيّاً للتفاوض مع العدو الإسرائيليّ”، مشيراً إلى أنّ “أي تفاوض غير مباشر لخدمة المصالح اللّبنانيّة ولتحقيق ما يؤمّن الاستقرار في لبنان، لا مشكلة فيه بالنّسبة لـ”الثنائي”، إنّما المشكلة ستكون في حال قرّر لبنان التّفاوض قبل التزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النّار أو في حال قرّر التّفاوض حول مسألة الحدود مثلاً، علماً أنّ لبنان يُطالب بتثبيت الحدود لا ترسيمها من جديد، بينما إسرائيل تريد إعادة التّرسيم من أجل فرض مناطق عازلة تشبه ما يحاول القيام به في سوريا”.

ويختم علّوش، قائلاً: “ما تريده إسرائيل من التّفاوض يختلف كلّياً عمّا يطمح إليه لبنان من التّفاوض، وبالتّالي، ويصبح السؤال من أي موقع نُفاوض؟ هل نفاوض كما فاوضنا على الحدود البحريّة يوم كانت المقاومة ترسل الرّسائل بالمسيّرات، واستفادت منها الدّولة اللّبنانيّة لإتمام الاتفاق أم أنّنا نفاوض هذه المرّة للتّخلّي عن قوّة المقاومة، وبالتّالي، التّخلّي عن كلّ أوراق القوّة التي يتمتّع بها لبنان؟”.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version