لا تزال بلدة تول الجنوبية تعيش منذ أسبوع كارثة بيئية وصحية صامتة، وسط غياب أي تحرك رسمي، بعدما تسبب عطل في شبكة الصرف الصحي بتسرب كميات كبيرة من المياه المبتذلة بين الأبنية السكنية والمحال التجارية. ومع تفاقم الأزمة، ناشد الأهالي وزيرة البيئة تمارا الزين ومحافظ النبطية هويدا الترك التدخل الفوري لإيقاف الضرر قبل أن يتحوّل إلى مأساة حقيقية.
كيف بدأت القصة؟
وبحسب إفادات الأهالي، اندلعت المشكلة أثناء قيام إحدى المنظمات المختصة بنزع الألغام بأعمال في المنطقة، حيث تسببت إحدى الجرافات بأضرار جسيمة في شبكة الصرف الصحي. ومنذ ذلك الحين، تجمعت كميات ضخمة من المياه المبتذلة في مستنقعات قرب الأبنية السكنية، ما خلّف روائح كريهة لا تُحتمل، ووفّر بيئة خصبة للحشرات والأوبئة، في تهديد مباشر لصحة الأطفال والمسنين.
كارثة تهدّد سكان بلدة جنوبية… ونداء "عاجل" للوزيرة! https://t.co/lPrV8VMh4Q pic.twitter.com/dXGehDcls1
— Lebanon Debate (@lebanondebate) October 3, 2025
الأهالي يشكون: “صرختنا بوجه الإهمال”
أحد سكان شارع الشهيد بلال فحص قال لـ”ليبانون ديبايت”: “منذ أسبوع ونحن نعيش وسط هذه الكارثة، ولم يتحرك أحد. لا البلدية، ولا الجهة التي تسببت بالضرر، ولا حتى أي مسؤول معني. أطفالنا يلعبون قرب المستنقعات الملوثة، والخطر يزداد يومًا بعد يوم.”
وحمّل المسؤولية للجهات كافة، من البلدية إلى المنظمة المنفذة للأعمال، مؤكدين أنهم يأملون أن تلقى صرختهم آذانًا صاغية لدى الوزيرة الزين والمحافظ الترك، “اللتين نعرف مدى حرصهما على القضايا الإنسانية والبيئية والصحية”، بحسب قولهم.
الأزمة بين الإهمال والتهديد الصحي
بين الإهمال الرسمي والضرر الصحي المتفاقم، تبقى بلدة تول معلّقة بين الروائح الكريهة والمستنقعات الملوثة، فيما ينتظر الأهالي حلاً سريعاً يعيد لهم أبسط حقوقهم في بيئة نظيفة وصحة آمنة.
ويشير أحد خبراء البيئة عبر “ليبانون ديبايت”، إلى أن تأخر التدخل في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى تفشّي الأمراض الجلدية والتنفسية، فضلاً عن انتشار الحشرات الناقلة للأوبئة.
وفي ظل الصمت الرسمي، يبقى السؤال: هل ستنجح السلطات في إيجاد حل سريع ومستدام يحمي صحة الأهالي ويحافظ على البيئة، أم ستستمر بلدة تول أسيرة الإهمال وتداعياته الصحية الخطيرة؟