كتبت لارا يزبك في المركزية:
في مستهل الجلسة التشريعية الاثنين، أكّد النائب فراس حمدان أنّ “استهداف رئيس الحكومة نواف سلام واتهامه بالعمالة والصهيونية من فريق سياسي في البلد غير مسموح”، مضيفاً “هذا الفريق إن كان لا يعجبه رئيس الحكومة فليستقل من الحكومة. هذا الخطاب يؤدي إلى تقسيم البلد”.. وردّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي على حمدان، قائلاً: هذا رئيس حكومة كل لبنان والحكومة ليست حكومة واحد أو إثنين ..الحكومة يشترك فيها الجميع “خافوا الله يا جماعة”.

اما مساء الخميس الماضي، اي ساعات بعد واقعة الروشة، فأعلن معاون بري السياسي النائب علي حسن خليل “اننا حريصون على عدم المسّ بدور رئيس الحكومة”، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة لا تحتمل “محاكمة بعضنا البعض”، بل تتطلب معالجة أي خلل حصل بروح من المسؤولية والهدوء. ودعا سلام إلى استيعاب ما حصل وعدم السماح بتضخيم الأمور أو تأزيم الوضع أكثر.

للتذكير، فان “تسوية” أبصرت النور بعد اتصالات جرت بين بري وسلام، لضمان مرور تحرّك الروشة بسلاسة وهدوء، وقضت بأن يُعطى الترخيص للنشاط، شرط ان يكون عدد المشاركين فيه، محدودا، وشرط عدم اضاءة صخرة الروشة بأية رموز او صور، احتراما لتعميم رئيس الحكومة في هذا الخصوص.

منطقيا، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية”، يجب ان يكون بري تواصل مع حزب الله خلال الاتصالات بينه وسلام، وقبل التحرّك، كي يضمن التزامه بمضمون الترخيص. لكن خلال التحرك، تبيّن ان الحزب لم يلتزم لا بالترخيص ولا بالتسوية التي كان بري شريكا في نسج خيوطها.

قد يقول البعض ان الحزب ربما خذل بري، لكن من يسمع ما يقوله خليل لناحية دعوة سلام الى استيعاب ما جرى، يدل على ان بري كان يتوقّع ان يحصل ما حصل، الا انه راهن انه امام الامر الواقع “بكون يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب”، وبعد بعض الضجة، سـ”يبلع” رئيس الحكومة الحادثة. اي ان رئيس المجلس كان يعرف انه يضيّع وقت سلام في “قصة” التسوية.

والأنكى، تتابع المصادر، ان بعد هذا التصرف الذي شكّل صفعة لسلام وهيبة الدولة، وسمح بالاستهتار به وباتهامه بالعمالة الخ الخ… يخرج بري ويقول عن سلام “رئيسَ حكومة كل لبنان” ويدافع عنه، ويدعو مؤيدي رئيس الحكومة الى ان يخافوا الله.

نعم، بري يحترمه سلام ويحترم موقعه، لكن بعد ان ساهم في تهشيم صورته. انما لحسن حظنا، تتابع المصادر، فإن رئيس حكومتنا لا يهمه شخصه، وحساباتُه دائما وطنية لا شخصية، وهدفُه واضح: الذهاب الى دولة القانون والمؤسسات، وهو يعرف جيدا ان هذا المشوار لن يكون سهلا…

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version