جاء في جريدة الإلكترونية:
لفتت مصادر مواكبة لتحرّكات الساعات الماضية في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ اختيار حزب الله الاحتفال بذكرى أمينيه العامّين قبالة صخرة الروشة كان الهدف منه من الأساس إنارة الصخرة، ورفع صور الأمينين العامّين. ولو كان الامر على عكس ذلك، لكان جرى الاحتفال بهذه الذكرى على أوتوستراد الرملة البيضاء، الواقع في نطاق بلدية الغبيري. لكنّ اختيار منطقة الروشة كان الهدف منه الانقلاب على قرار الحكومة، وضرب هيبة الدولة بعرض الحائط.
وبرأي المصادر أنّ حزب الله المأزوم داخلياً بقرار حصرية السلاح، والمنهزم عسكرياً بسبب حرب الإسناد التي خاضها ضد إسرائيل، وجد نفسه بحاجةٍ لتسجيل نصرٍ ما يحفظ له ماء الوجه أمام بيئته ومناصريه الذين استغلوا هذه المناسبة واستقلّوا دراجاتهم النارية، وراحوا يجوبون شوارع العاصمة ويهتفون “شيعة شيعة”. لذا فإنّ حزب الله أراد من خياره هذا إحراج رئيس الحكومة نواف سلام والمجتمع البيروتي، ليقول للناس بأنّه لم ينهزم، وأنّ يده طائلة، وبإمكانه أن يقيم احتفالاته أينما يريد طالما يتعذّر عليه إقامتها في الضاحية، كما جرت العادة، لدواعٍ أمنيّة ما قد يساعده مستقبلاً بالاستمرار على التمرّد والبقاء خارج سلطة الدولة، اعتقاداً منه أنّ ما قام به أنصاره ومحازبيه يساعده على التنصّل من قرار حصرية السلاح الذي أقرّته الحكومة، ورفض تسليمه إلى الجيش والحديث بشأنه أقلّه في الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة. أمّا الأمر الآخر والهام الذي يسعى إليه الحزب فيتمثّل بالخروج من تحت عباءة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الذي بات يجد نفسه محرَجاً بإملاءاته عليه، بعد أن كان رئيس المجلس قد تعهّد لرئيس الحكومة بأنّ حزب الله لم، ولن، يُقدم على إنارة صخرة الروشة ورفع صور نصرالله وصفي الدين عليها، وهو ما جعل المسألة تسلك مسارها القانوني، أي أن تتقدّم جهةٌ مقرّبة من الحزب إلى محافظ بيروت بطلب الإذن بالاحتفال بذكرى استشهاد أمينَيه العامّين. وبناءً على ذلك أعطى محافظ بيروت تعليماته للجيش والقوى الأمنيّة بضبط الوضع، والالتزام بالتعليمات الصادرة عنه. لكن الانقلاب الذي جرى أغضب الرئيس بري، وأبدى استياءَه مما حصل.
وبالمقابل، فإنّ رئيس الحكومة، نوّاف سلام، اعتبر أنّ ما حصل كان موجّهاً إليه بالدرجة الأولى لإحراجه وإخراجه إذا أمكن. فالحزب يرى باستقالة الحكومة متنفّساً كبيراً له في هذه الفترة التي يقف فيها العالم كلّه ضد حزب الله وسلاحه الذي جلب على لبنان كل هذه الويلات.
وتشير المصادر أنّ الرئيس سلام كان يعلم جيداً أنّ وجوده على رأس الحكومة وتشديده على سحب السلاح مع الإصرار على تطبيق الطائف، وتنفيذ القرار 1701، بدأ يشكّل عقبةً أمام تمدّد الدويلة على حساب الدولة.
واستغربت المصادر تعاطي حزب الله مع ذكرى اغتيال السيّد حسن نصرالله تحديداً بهذه الخفّة غير المسؤولة، حيث كان الجميع يتوقّع موقفاً من قيادة الحزب، وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم، القيام بعمليات استشهادية نوعية لتحرير النقاط الخمس المحتلة من قِبَل إسرائيل. المصادر تخوّفت من استدارةٍ متوقّعة للحزب باتّجاه الداخل من بوابة صخرة الروشة، وتساءلت عن المغزى من سعي الحزب لتسجيل انتصاره على اللبنانيين وليس على إسرائيل.