كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon

شهد لبنان خلال اليومين الماضيين زيارة بارزة للمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، توم باراك، برفقة نائبته مورغان أورتاغوس، وسط أجواء سياسية مشحونة وردود فعل متباينة بين الترحيب والرفض.

لقاءات رسمية على أعلى المستويات

استهلّ باراك وأورتاغوس زيارتهما بلقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين اللبنانيين، على رأسهم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث تم بحث ملف حسّاس يتعلّق بـ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ولا سيما سلاح حزب الله.
ووفق مصادر خاصة لموقع JNews Lebanon، فقد أبلغت أورتاغوس القيادات اللبنانية أنّ واشنطن ترى في الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح، وأن أي دعم اقتصادي ودبلوماسي للبنان سيكون مشروطًا بخطوات عملية واضحة في هذا الاتجاه.

خارطة طريق: من السلاح إلى الاقتصاد

أوضح باراك أنّ واشنطن تقود رؤية دبلوماسية متكاملة تشمل نزع السلاح تدريجياً مقابل دعم اقتصادي واستثمارات خليجية، ولا سيما من السعودية وقطر، عبر إنشاء مشاريع تنموية في الجنوب اللبناني لتأمين بدائل اقتصادية للمجتمع المحلي.
وبحسب معلومات حصل عليها موقع JNews Lebanon من مصدر دبلوماسي لبناني، فإنّ الجيش اللبناني بصدد وضع خطة شاملة لتسليم السلاح إلى الدولة، على أن تُعرض على الحكومة وتُرفع إلى واشنطن قبل نهاية الشهر الجاري.

احتجاجات في الجنوب

لم تمر الزيارة بهدوء، إذ شهدت مناطق الجنوب، خصوصًا صور والخيام، احتجاجات شعبية رافضة للزيارة الأميركية، رُفعت خلالها شعارات مناهضة لواشنطن وأعلام لحزب الله وحركة أمل. ووفق مصادر أمنية خاصة لـ JNews Lebanon، فقد دفعت هذه التحركات المبعوث الأميركي إلى إلغاء جولات ميدانية كانت مقررة في المنطقة، في ظل مخاوف من تصعيد ميداني غير محسوب.

أزمة لفظية مع الإعلام

مؤتمر صحافي في قصر بعبدا، أثار باراك جدلاً واسعًا حين خاطب الصحافيين قائلاً: “تصرفوا بأدب… لا تجعلوا الأمور فوضوية أو حيوانية”، وهو تصريح اعتُبر مسيئًا. وقد ردّت نقابة الصحافة اللبنانية مطالبة باعتذار رسمي، قبل أن يوضح باراك لاحقًا أنّ عبارته كانت غير مناسبة ولم يكن يقصد الإساءة.
ووفق ما نقلته مصادر إعلامية لـ JNews Lebanon، فإنّ بعض المستشارين في الوفد الأميركي نصحوا باراك بالاعتذار لتفادي أزمة دبلوماسية مع الجسم الصحافي اللبناني.

دلالات سياسية واقتصادية

الزيارة لم تقتصر على بعدها الدبلوماسي، بل فتحت الباب أمام سيناريوهات جديدة تتعلق بمستقبل العلاقة بين الدولة اللبنانية وحزب الله، إضافة إلى وعود بدعم اقتصادي في حال تقدّم ملف تسليم السلاح.
وبحسب مصدر سياسي لبناني مطّلع تواصل معه JNews Lebanon، فإنّ هذه المبادرة الأميركية قد تكون “الأخطر منذ اتفاق الطائف”، كونها تربط بين مستقبل السلاح في لبنان والانتعاش الاقتصادي الموعود، ما يضع الحكومة أمام معادلة دقيقة بين الضغوط الدولية والتوازنات الداخلية.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version