كتب شادي هيلانة في موقع JNews Lebanon

لنعترف بالحقيقة كما هي: لم يقتلني الشيعي لأنه شيعي، ولا الدرزي لأنه درزي، ولا الكردي لأنه كردي. إن القتل لا يصدر عن الهوية، بل عن مشروع يُدار في الخفاء وتُحرَّك خيوطه من بعيد.

ما يجري في منطقتنا ليس صراع طوائف ولا حرب أديان، بل هو إعادة تشكيل للواقع السياسي والاجتماعي وفق مصالح قوى كبرى، على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، يُنَفَّذ عبر أدوات داخلية بأقنعة محلية. المشروع أكبر من أن يُختزل في طائفة، وأخطر من أن يُفهم بسطحية.

لقد تم ضخ أموال طائلة، مصدرها خزائن عربية، لإشعال الفتن وتغذية الانقسامات. وما خفي أعظم، فليست كل الصفقات معلنة، ولا كل التحالفات مكشوفة. يُدار المشهد بذكاء بالغ: تحريك للنعرات، تزييف للوعي، تسويق للكراهية، ثم يُقال للناس إن عدوهم هو الآخر، أيّاً كانت هويته.

لكن السؤال الجوهري يبقى: من المستفيد؟ من الذي يعيد رسم الخرائط؟ من الذي يضعف الدول ويمزق المجتمعات تحت شعار “نشر الديمقراطية” أو “محاربة الإرهاب”؟ أليس هو ذاته الذي دعم الانقلابات حيناً، وحرّض على الفوضى حيناً آخر؟ أليست هذه المشاريع قد وجدت من ينفذها بحماسة، ممن يظنون أنهم ينتصرون لطائفتهم بينما يخسرون أوطانهم؟

علينا أن نعيد التفكير. لا الشيعي عدوي، ولا الدرزي، ولا الكردي. عدوي الحقيقي هو المشروع الذي يريدني أن أكره أخي، وأخاف جاري، وأُفجِّر بيتي بيدي.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version