كتب ايلي مكرزل في JnewsLebanon
كل شيء تغيّر في عالم الفن… وما زال يتغيّر يوماً بعد يوم. القواعد تبدّلت، المعايير تبدّلت، وحتى الأحلام باتت تُقاس بمقاييس مختلفة. في الماضي، كان الصوت الجميل وحده يُفتح له أبواب النجومية، وكان الوقوف على المسرح بحضور قوي وأداء صادق كافياً ليصنع تاريخًا. أما اليوم، فالحكاية باتت أكثر تعقيدًا.
لنقلها بصراحة: هناك نجوم لا يُعتبرون الأفضل صوتاً، ولا الأجمل أداءً على المسرح، ومع ذلك هم نجوم. لا لأنهم تفوقوا على غيرهم في الموهبة، بل لأنهم امتلكوا عناصر أخرى لا تقلّ أهمية: الكاريزما، الذكاء الفني، القدرة على قراءة الجمهور، واستغلال الفرص في لحظتها المناسبة. فالفن، ببساطة، ليس صوتًا فقط… بل حظ، وتوقيت، وتخطيط، وصورة، ورسالة.
وفي المقابل، نعرف جميعاً فنانين وفنانات يملكون أصواتًا مذهلة، لا يُشقّ لها غبار، ومع ذلك لم يتمكّنوا من شق طريقهم نحو القمة. لأن الطريق اليوم طويل وشائك، ولا يكفي أن “تُغنّي جيدًا” كي تصبح نجمًا. عليك أن تُحدث أثرًا، أن تُثير جدلًا أحيانًا، أن تحسن إدارة صورتك، وأن تكون حاضرًا في كل لحظة بطريقة ذكية ومختلفة.
بل وأكثر من ذلك، لعلّ من اللافت أن نُقرّ بحقيقة قد تكون صادمة للبعض: لو بدأ بعض كبار نجوم الزمن الجميل مسيرتهم الفنية في هذا العصر، لما وصلوا إلى النجومية أصلًا. نعم، بعض الأسماء التي نعتبرها اليوم “رموزاً”، لم تكن لتصمد أمام سرعة هذا العصر، ولا أمام اشتراطاته القاسية: الانتشار الرقمي، الضغط الإعلامي، غابة السوشيال ميديا، وثقافة “الترند” التي تأكل كل شيء ولا تشبع.
النجم الحقيقي يَظهر من أول عمل، من أول أغنية، من أوّل مقابلة حتى.
يفرض نفسه تلقائيًا دون جهد مبالغ، وكأن الساحة كانت تنتظره. ولكن ليست كل موهبة نجمًا، ولا كل صوت جميل ضمانًا للنجاح.
الفن اليوم لم يعُد فقط تعبيرًا عن إحساس، بل أصبح صناعة. وصناعة النجم تتطلّب فريقًا، ورؤية، واستراتيجية، وتحمّل… فهل كل من يمتلك صوتًا جاهز لهذه الرحلة الطويلة؟
الجواب أصبح واضحًا في زمن تغيّر فيه كل شيء