في واقعة غريبة من نوعها، استفاق أهالي منطقة أبي سمراء في طرابلس صباح اليوم الثلاثاء على مشهد أثار الريبة والجدل، بعدما ظهرت على جدران عدد من الشوارع منشورات مجهولة المصدر تحمل عبارة صادمة: “حإفضحك بكل طرابلس يا Sara ، مرفقة برمز QR وكلمة: “تعرّفوا على الخائنة!”.
المنشورات، التي انتشرت بشكل عشوائي على جدران المباني ومداخل الأبنية السكنية، أثارت موجة من التساؤلات بين السكان والمارّة الذين عبّروا عن استغرابهم من مضمون الرسالة والطريقة العلنية التي وُضعت بها، خصوصاً وأنها لا تحمل أي توقيع أو شعار يدلّ إلى الجهة التي تقف خلفها.
ورغم الطابع الشخصي الواضح للعبارة، إلا أنّ استخدامها في الفضاء العام بهذا الشكل العلني حوّلها إلى قضية رأي عام، استحوذت على اهتمام المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور المنشورات مرفقة بتكهنات وتحليلات مختلفة.
بعض التعليقات وصفت الحادثة بأنها “تشهير علني فجّ”، فيما حذّر آخرون من أن تكون هذه الخطوة جزءاً من حملات إلكترونية مبرمجة أو تصفية حسابات شخصية، تُستخدم فيها أدوات رقمية مثل رمز الـQR كوسيلة للوصول إلى بيانات أو استدراج المستخدمين إلى مواقع مشبوهة.
وفي هذا السياق، أبدى عدد من الناشطين عير “ليبانون ديبايت”، تخوّفهم من أن يكون الرمز المرفق وسيلة خفيّة لاختراق الهواتف الذكية أو تحميل برمجيات خبيثة، خصوصاً في ظل غياب أي تفسير رسمي أو تقني لمحتواه، ما يطرح علامات استفهام إضافية حول الجهة التي تقف خلف هذه الخطوة وأهدافها الحقيقية.
ووفق معلومات “ليبانون ديبايت”، لم تُعرف حتى الساعة هوية الجهة التي تقف وراء هذه المنشورات، كما لم تُسجَّل أي مواقف أو تحرّكات رسمية من الجهات الأمنية المعنية. لكنّ مصادر محلية في المنطقة رجّحت أن يكون الأمر ذا طابع استفزازي مقصود، قد تكون له تبعات اجتماعية خطيرة في حال لم يُعالَج بالشكل المناسب.
وفي ظل الغموض المحيط بالقضية، والتساؤلات الكثيرة حول مضمون رمز الـ QR المتداول وخلفياته، سواء لناحية ما إذا كان يحتوي على معلومات خاصة أو يشكّل تهديدًا إلكترونيًا، سيتولى “ليبانون ديبايت” نشر نسخة مشوَّشة من الرمز، التزامًا بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وحرصًا على حماية الخصوصية وتجنّب الترويج لأي محتوى قد يكون مسيئًا، سواء تعلّق بسارة أو انطوى على مخاطر أمنية مثل اختراق الهواتف أو التوجيه نحو روابط مشبوهة.
ولاحقا تبيّن وفق معلومات “ليبانون ديبايت”، أن المنشورات الغامضة لم تكن سوى وسيلة ترويجية لإحدى المقاهي في المدينة، اعتمدت أسلوب الغموض والإيحاءات الشخصية بهدف جذب الانتباه.
لكنّ هذه الخطوة أثارت موجة من الانتقادات الواسعة، حيث اعتبرها كثيرون تصرّفًا غير أخلاقي وغير مهني، خاصة أنها استغلت أدوات التشهير والإساءة الشخصية في الفضاء العام لأهداف تجارية بحتة.
واعتبر ناشطون أن هذا النوع من التسويق ييُسهم في التلاعب بمشاعر الناس والإخلال بالثقة العامة، داعين إلى وضع ضوابط واضحة للإعلانات التي تستخدم أدوات تضليلية أو إيحائية، خصوصاً في الأماكن العامة.