كتب شادي هيلانة في أخبار اليوم

في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توصل كلّ من إيران وإسرائيل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، بعد اثني عشر يوماً من التصعيد العسكري الذي كاد يجر منطقة الشرق الأوسط نحو سيناريو كارثي. وقد دخل الاتفاق حيّز التنفيذ عند الساعة السابعة من صباح اليوم، مع تسجيل بعض الخروقات المحدودة التي سرعان ما تم احتواؤها، ما سمح بعودة الأوضاع إلى طبيعتها تدريجياً.

هذا التطور المفاجئ لاقى ترحيباً واسعاً لدى عدد من الدول المعنية بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكّل احتمال تصاعد النزاع إلى حرب مفتوحة بين طهران وتل أبيب مصدر قلق اقتصادي وأمني. وهذا الترحيب ايضا امتد الى لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، وكان من بين أكثر المتأثرين بهذا التوتر، خصوصاً على صعيد قطاعه السياحي الذي يعتمد بشكل كبير على الاستقرار السياسي والأمني.

مصادر في القطاع السياحي اللبناني أفادت لوكالة “أخبار اليوم” بأن الإعلان عن وقف العمليات العسكرية من شأنه أن يشكل نقطة تحول إيجابية، قد تعيد الأمل إلى العاملين في القطاع الذين تكبدوا خسائر فادحة خلال الايام الماضية نتيجة موجة إلغاء للحجوزات السياحية، سواء من حيث تذاكر السفر أو الإقامة الفندقية أو خدمات تأجير السيارات، في ظل الفوضى التي أصابت حركة الطيران المدني على مستوى المنطقة.

وفي السياق ذاته، أشارت الجهات إلى أنّ قرار عدد من شركات الطيران الأجنبية باستئناف رحلاتها إلى لبنان يعتبر مؤشراً إيجابياً، يُرجّح أن يساهم في إنعاش الموسم السياحي الصيفي الذي لا يزال في بدايته. إلا أنّ هذه العودة المشروطة تبقى رهينة تطورات المشهدين الأمني والسياسي في البلاد، وهو ما يستدعي، وفق المعنيين، تضافراً فعلياً للجهود السياسية من أجل تأمين الاستقرار الضروري لنجاح الموسم.

وترى الجهات نفسها أنّ انتعاش القطاع السياحي خلال صيف 2025 يمكن أن يشكل بارقة أمل اقتصادية، تعيد للقطاع دوره التاريخي كأحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، في وقتٍ باتت فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى موارد إنتاجية تساهم في تخفيف حدّة الأزمة المالية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version