في خضم الانقسام القائم داخل الجسم التربوي الرسمي، وبينما تتصاعد الانتقادات لأداء الروابط النقابية، أُثير جدل واسع عقب عودة الرئيس السابق لرابطة معلمي التعليم الأساسي، حسين جواد، إلى عضوية الهيئة الإدارية بالتزكية، وسط حديث عن “إنجازات” نقابية وحقوقية وصفها كثير من المعلمين بأنها لا تعكس واقعهم الفعلي، بل تتجاهل نضالات حقيقية خاضها الأساتذة على الأرض، وخصوصًا المتعاقدين منهم.

في هذا السياق، عبّرت رئيسة رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في لبنان، الدكتورة نسرين شاهين، عبر “ليبانون ديبايت”، عن استيائها الشديد من التصريحات التي أدلى بها جواد، بعد عودته إلى الهيئة الإدارية بموجب لائحة تزكية أُعلنت نتائجها في 15 حزيران 2025.

وأكدت شاهين أن “هذه التزكية ليست سوى امتداد لواقع قائم على المحاصصة الحزبية داخل الرابطة، حيث لم يتغير شيء سوى تبديل بعض الأسماء، فيما بقيت الانتماءات والولاءات السياسية كما هي”. وأضافت: “استُبعد أي إصلاح أو تغيير حقيقي، بل تم توثيق تهديدات وضغوط مورست على مرشحين جدد لإجبارهم على الانسحاب، وهي وقائع مثبتة بتسجيلات ورسائل تم تسريبها خلال الحملة، لضمان التزكية من دون خوض معركة انتخابية نزيهة”.

واعتبرت شاهين ما جرى “إعادة إنتاج لنظام نقابي فقد مشروعيته”، وتوجهت إلى جواد قائلة: “أي إنجازات تتحدث عنها وأنت على مشارف التقاعد في أيلول 2026؟ هل الإنجاز هو العودة إلى الرئاسة بالتزكية، من دون أي منافسة؟”.

وتابعت: “أما حديثك عن استعادة قيمة الرواتب، فهو بعيد عن الواقع. ما يُدفع للمعلمين اليوم لا يدخل ضمن أساس الراتب، بل هو مجرد حوافز. ونحن، كمتعاقدين، خضنا نضالات شاقة في الشارع للحصول على هذه الحوافز، بينما كنتَ تعقد صفقات إسكاتنا في الصالونات بالتنسيق مع السلطة”.

وفي ما يخص بدل النقل، قالت: “هل نسيت أن موظفي القطاع العام حصلوا عليه قبل عام من القطاع التربوي؟ نحن المتعاقدين من مارسنا الضغوط حتى طالت هذه الزيادة القطاع التربوي، والآن تنسب الفضل لنفسك؟”.

وسخرت شاهين من مزاعم جواد حول “حمل قضية المعلمين إلى الخارج”، وتوجّهت إليه بالقول: “أي قضية حملتها؟ هل دافعت عن الأساتذة المطرودين تعسفًا؟ هل نطقت بكلمة واحدة في وجه الانتهاكات؟ لم تصدروا أي موقف دفاعًا عن زميل مهدد أو مظلوم، بينما نحن وثّقنا كل الانتهاكات لدى منظمات دولية، منها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش”.

وردًّا على حديثه عن رفع أجر ساعة التعاقد، قالت: “بأي صفة تتحدث عن المتعاقدين؟ هل نسيت أن سجلات وكالات الأنباء المحلية والعربية والدولية شاهدة على نضالنا؟ نحن من نزل إلى الشارع، نحن من طالب، ونحن من حقق هذه المطالب، بينما كنتَ تشرب البابونج في المكاتب المغلقة”.

أما في ما يخص المساعدة الصيفية، فأوضحت شاهين أنها لم تكن ثمرة قرار من جواد أو رابطته، بل جاءت نتيجة تحركات أكثر من 3 آلاف أستاذ متعاقد نزلوا إلى الشارع، بينما كان هو “يختبئ خلف الستائر”، على حد تعبيرها.

وفي ما يتعلق بالتعليم المسائي، أضافت شاهين: “ليس مفاجئًا أن تكون رئيس رابطة، ومندوب مدرسة، ومدير دوام صباحي ومسائي في الوقت نفسه، وتستفيد من أجر الساعة كأجير مياوم. وهذا ما يفسّر حرصك على إنهاء الدوام الصباحي باكرًا بحجة إتمام المناهج، مقابل السعي لتمديد الدوام المسائي لتحصيل الأجر”.

وقالت: “المتعاقدون يضربون من جيوبهم، أما أنت فتضرب بسيف السلطان، وتعيش امتيازات مزدوجة لا تعبّر عن معاناة من تمثلهم شكليًا”.

وأكدت أن “رابطة الملاك، التي يدّعي جواد تمثيلها، لم تعد تعبّر حتى عن 20% من الكادر التعليمي، بينما يشكّل المتعاقدون أكثر من 80% من أساتذة التعليم الأساسي الرسمي”. وشددت على أن “الرابطة الرسمية للمتعاقدين لن تسمح بعد اليوم لأي جهة بانتحال صفتها أو التحدث باسمها أو مصادرة نضالها أو تسييس قضيتها”.

واختتمت برسالة مباشرة إلى جواد قالت فيها: “كفّ يدك ولسانك عن المتعاقدين يا أستاذ جواد. لقد تخطيت حدودك، ونحن لن نسكت بعد الآن”.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version