كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”
في ظل تصاعد المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران، يلتقط “حزب الله” في لبنان أنفاسه مجدداً، على وقع الضربات الإيرانية العنيفة التي طالت مناطق واسعة من تل أبيب وحيفا ومدن إسرائيلية أخرى. وتُعد الضربة الصباحية التي نُفذت اليوم الخميس واحدة من أوسع الهجمات منذ اندلاع التصعيد بين طهران وتل أبيب.
من جانبه، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت صباحاً مستشفى “سوروكا”، مؤكداً أن إيران ستتحمل تبعات هذا الهجوم، ومتهماً ما وصفها بـ”أذرع الإرهاب الإيرانية” بإطلاق صواريخ على المستشفى وعلى مناطق مدنية وسط إسرائيل.
في هذا السياق، يسعى الحزب إلى إعادة ترتيب أوراقه، مُعوّلاً على بقاء النظام الإيراني، مما أعاد إلى الواجهة سؤالاً قديماً – جديداً يُشغل الرأي العام اللبناني، مفاده: هل سيتورط الحزب في هذه الحرب إلى جانب “الولي الفقيه”؟ وهل يقترب لبنان، المثقل بأزماته الاقتصادية والمنقسم سياسياً، من الدخول في نفق أزمة جديدة؟
يرى عدد من المراقبين والمحللين السياسيين أن الحزب يواجه معضلة استراتيجية، إذ يُعاني من عجز واضح في تقديم دعم مباشر لإيران، في ظل الضرورة الملحة لمراعاة الحاضنة الشعبية الشيعية واللبنانيين عموماً، حيث قد تؤدي أي مغامرة عسكرية إلى إشعال فتيل الغضب الشعبي الكامن تحت الرماد. ويُخشى من أن يؤدي تدخُله المباشر إلى فقدان الغطاء الاجتماعي الذي لطالما شكّل درعاً سياسياً لهُ، وساهم في حمايته من محاولات الدولة أو الجيش اللبناني للحد من نفوذه أو نزع سلاحه، مما قد تؤدي إلى انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.
في المقابل، لا يغيب عن ذهن بعض المحللين احتمال لجوء النظام الإيراني، في لحظات ضعفه القصوى، إلى تفعيل ما تبقى من أذرعه العسكرية، وعلى رأسها “حزب الله”، في محاولة يائسة للضغط على إسرائيل من خلال تكبيدها خسائر كبيرة، أو لإجبارها على التراجع قبل انهيار النظام الإيراني بشكل كامل.