كتب معروف الداعوق في اللواء:

يزداد منسوب القلق لدى اللبنانيين، من إمكانية توسع الحرب الدائرة بين اسرائيل وايران، بعد تواتر الأخبار عن احتمال دخول الولايات المتحدة الاميركية الحرب لدعم الدولة العبرية، وتسريع وتيرة إنهائها بأقل تكلفة ممكنة بالعتاد والارواح، بعد بروز عقبات لوجستية لديها، أدّت الى تأخير انجاز الهدف الاساس، وهو تدمير المفاعلات النووية المحصنة تحت الأرض بالسرعة المطلوبة، والخشية من دخول دول وأطراف أخرى مناهضة لواشنطن وتل ابيب، لدعم ايران والمشاركة الى جانبها، واحتمال تحوّلها الى حرب إقليمية واسعة، أو دولية، وما يمكن أن ينجم عنها من دمار وخراب وتداعيات على المنطقة كلها.

مرد مخاوف اللبنانيين من توسّع الحرب الدائرة الآن بين اسرائيل وايران، وجود لبنان على تماس مع الدولتين معاً، الأولى على تماس حدودي مباشر معها، والثانية بعلاقات “حزب الله” المباشرة مع الثانية، ما يجعل امكانية استغلال هذا الواقع، اما لاستعمال لبنان منصّة اومنطلقا، من الحزب او بعض ادواته، لاستهداف الدولة العبرية، تضامنًا مع ايران، الأمر الذي قد ينعكس ضرراً ودمارا كبيرا على لبنان واللبنانيين، كما حدث في حرب “الاسناد” التدميرية.

بقاء الحرب محصورة بين إسرائيل وايران حتى اليوم، أبقى لبنان في حذر شديد وترقب وقلق من تطاير شراراتها، بالرغم من وجود كل مسببات تمددها، لسببين رئيسيين، تنبّه السلطة المسبق لمنع تفلت الحزب أو بعض أجنحته، او ادواته المعروفين، للقيام بأي مغامرة من أي نوع كان ضدّ إسرائيل تحت ذريعة الوقوف إلى جانب ايران ودعمًا لها في هذه الحرب الضروس عليها، واتخاذ كل الاجراءات الضرورية، لكبح جماح مثل هذه التصرفات غير المسؤولة او المحسوبة، وملاحقة كل من يقوم بها او يدعمها وراء الستارة، مهما كان موقعه، وثانياً عدم وجود بيئة شعبية حاضنة لأي عمل او تحرك عسكري مسلح، على نسق تحرك الحزب عقب عملية طوفان الاقصى.

تدخل الولايات المتحدة الاميركية في الحرب بين اسرائيل وايران، في نظر العديد من المراقبين، يدفع الى تسريع حسمها، نظرًا لموقعها ومكانتها العالمية، وعلاقاتها مع الدول الفاعلة الاخرى، لما تسببه القوة العسكرية الضخمة من ضغوط قاسية ودمار، من الصعب على ايران تحمله مهما تظاهرت عكسه، ما يؤدي الى وضع حدٍ لها، ومنع تمددها، وتوسعها في حال استمرّت على الوتيرة الدائرة عليها في الوقت الحاضر.

وتشدّد السلطة اللبنانية وأكثرية الشعب اللبناني في رفض اي تدخل لـ”حزب الله” أو غيره من لبنان في الحرب الدائرة حاليًا على النحو الجاري حاليًا، وإفهام من يعنيهم الأمر ان قرار حصر السلاح بيد الدولة، لا رجعة فيه، عامل مهم واساسي في منع لهيب الحرب من التمدد الى لبنان، وتبديد معظم هواجس القلق التي تراود اللبنانيين.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version