كتبت لارا يزبك في المركزية:

دانت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أصدرته صباح يوم الجمعة الماضي”الاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما الأخيرة منها، وقد جاءت عشية الأعياد في سعي واضح من العدو إلى عرقلة نهوض وطننا وتعافيه واستفادته من الظروف الإيجابية المتوافرة”. واشارت في السياق “إلى أنها، فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الاعتداء، فيما توجهت دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها بالرغم من رفض العدو للاقتراح”.

واذ اعادت “تأكيد التزامها بتنفيذ القرار ١٧٠١ واتفاقية وقف الأعمال العدائية”، لفتت إلى أن “إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (Mechanism) في ما خص الكشف على المواقع”. وختمت “في موازاة ما سبق، يواجه الجيش التحديات بعزيمة وإصرار، ويستمر في أداء مهماته المعقدة لبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها، وضمان أمن لبنان واللبنانيين، انطلاقًا من واجبه الوطني المقدس الذي يبقى أولوية مطلقة مهما اشتدت الصعوبات”.

قرر لبنان الرسمي اذا، التصعيد في وجه رعاة اتفاق وقف النار والمشرفين على تنفيذه، غداة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية مساء الخميس. فقبل بيان قيادة الجيش الذي لوّحت فيه بامكانية الانسحاب من لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية، كان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، بدوره، يصوّب بشكل او بآخر، على تقصيرٍ أميركي في ردع تل ابيب.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، فإنها المرة الاولى، منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، التي تلجأ فيها الدولة اللبنانية الى هذا الموقف، اذ هي، في المرات السابقة التي تعرّض فيها وقفُ النار للخرق، لم تُوجّه سهامها الى رعاة الاتفاق بل الى تل ابيب. لكن السؤال الذي سرعان ما يتبادر الى الاذهان هو التالي: اذا قرر رعاة الاتفاق، الرد على التصعيد اللبناني بتصعيدٍ او بانكفاء، وتركوا إسرائيل تتحرك من دون اي ضوابط ضد بيروت، هل سيكون هذا الوضع لصالح الاخيرة؟ بمعنى اوضح، هل تُحقق القطيعة مع العواصم الكبرى والهيئات الدولية الراعية للاتفاق، مصلحة لبنان وتحميه وتردع إسرائيل، ام تكشف البلاد اكثر امام تل ابيب؟ هل لبنان قادر بقواه الذاتية على مواجهة اسرائيل والعالم ايضا؟ هل نحن دولة قوية وذات اكتفاء ذاتي ليست بحاجة الى دعم المجتمع الدولي وهي قادرة تاليا على مخاصمته؟

إسرائيل معتدية، بطبيعة الحال، تتابع المصادر، وواشنطن تغض النظر عن اعتداءاتها (كي لا نقول اكثر)، وهذا ايضا امر صحيح، لكن هل قام لبنان بواجباته وطبّق بنود الاتفاق الذي وقّع عليه، قبل ان يلوم العالم على تركه اسرائيل تعتدي وتضرب بلا وازع او رقيب، علما ان لبنان خسر حرب الاسناد، وبالتالي هو لا يملك ترف فرض الشروط على إسرائيل، حتى يطبّق هو، ما جاء فيه، خاصة لناحية حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية بيد الشرعية؟!

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version