كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon

في ظل التصعيد المتواصل على الحدود الجنوبية للبنان، ولا سيما بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، بدأت أوساط سياسية ودبلوماسية تتحدث عن مراجعة شاملة لمهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل)، وسط معلومات خاصة حصل عليها موقع JNews Lebanon تشير إلى مداولات داخلية في الأمم المتحدة حول مستقبل هذه القوات في لبنان.

مهمة “اليونيفل”… بين النص والدور الواقعي

تنتشر قوة “اليونيفل” في جنوب لبنان بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن في أعقاب حرب تموز 2006، وتضطلع بمهمة مراقبة وقف الأعمال العدائية، دعم الجيش اللبناني، والمساعدة في تأمين بيئة مستقرة على جانبي “الخط الأزرق”.
ورغم هذا الدور، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـJNews Lebanon أن عددًا من الدول المساهمة بجنود ضمن هذه القوة، باتت تشعر أن “الحياد لم يعد ممكنًا، والمهمة باتت غير قابلة للتنفيذ ميدانيًا في ظل تكرار الحوادث والقيود المفروضة على التحرك”.

انسحاب محتمل؟ السيناريوهات مفتوحة

وفق معلومات خاصة حصل عليها JNews Lebanon من مصدر أممي، هناك نقاش فعلي داخل كواليس الأمم المتحدة حول تقليص عديد القوة أو حتى إعادة هيكلة مهمتها جذريًا.
ويأتي ذلك في ظل:
• تزايد الاعتداءات على دوريات اليونيفل، والتي كان آخرها قبل أسابيع في بلدة جنوبية شهدت توترًا بين الأهالي وعناصر من القوة.
• عدم القدرة على الوصول إلى بعض المواقع من دون تنسيق مسبق، خلافًا لما تنص عليه قواعد الانتشار.
• قلق دولي من تحوّل المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة مجددًا، دون غطاء ردع دولي فعال.

الجيش اللبناني في موقف حساس

في حال انسحبت أو تقلّص دور “اليونيفل”، فإن الجيش اللبناني سيواجه تحديًا مباشرًا يتمثل في ضبط منطقة حدودية شديدة الحساسية، وسط أزمات مالية وهيكلية يعاني منها منذ سنوات.
وتقول مصادر عسكرية مطلعة لـJNews Lebanon إن “الجيش يضع سيناريوهات طوارئ تشمل تعزيز وجوده في بعض النقاط الحساسة، لكنه لا يستطيع أن يحلّ مكان اليونيفل من حيث الانتشار الكثيف أو التأثير السياسي الدولي”.

حزب الله و”قواعد الاشتباك”

يرى مراقبون أن انسحاب اليونيفل سيفسح المجال أمام حزب الله لـ”تعزيز هامش حركته” في الجنوب، وهو ما سيُقابل حتمًا بتشدد إسرائيلي ميداني. ويقول خبير الشؤون الأمنية والحدودية، العميد المتقاعد ن.ع، لـJNews Lebanon:”أي فراغ تتركه اليونيفل لن يبقى فراغًا، بل سيملأه طرف من الطرفين، ما يهدد بقلب التوازن الهشّ على الحدود.”

المجتمع الدولي… في مرحلة إعادة تقييم

أوساط دبلوماسية غربية تحدثت لـJNews Lebanon عن “خيبة أمل متراكمة” من الواقع السياسي والعسكري في لبنان، وعدم التزام جميع الأطراف ببنود القرار 1701. وتشير هذه الأوساط إلى أن “أي انسحاب دولي لن يكون خطوة تقنية فقط، بل مؤشرًا واضحًا على فقدان الثقة الدولية بجدوى دور الأمم المتحدة في حفظ الاستقرار جنوبًا”.

بين الانسحاب والتدويل؟!

بين التصعيد الميداني، وضغوط الداخل اللبناني، وتبدل المزاج الدولي، يطرح سؤال وجود اليونيفل نفسه كعامل حاسم في المعادلة. لكن، إذا ما انسحبت فعليًا، فإن لبنان – وبالأخص جنوبه – سيكون أمام مرحلة جديدة لا تشبه ما قبلها، وقد يكون الثمن أمنًا هشًا، أو حربًا غير محسوبة.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version