استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، ظهر اليوم، رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبو مازن)، في السرايا الحكومية في بيروت، حيث عقد لقاء ثنائي أعقبه اجتماع أمني موسّع شارك فيه عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، وتركّز على سبل تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، لا سيما داخل مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، في ضوء التحديات الأمنية المتكررة في بعض المخيمات.
ضم الوفد اللبناني إلى جانب الرئيس سلام: رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني السفير رامز دمشقية، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، والمستشار علي قرانوح.
أما الوفد الفلسطيني، فضم: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. أحمد مجدلاني، مستشار الرئيس عباس للشؤون الدبلوماسية د. مجدي خالد، سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة د. رياض منصور، أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، والمستشاران ياسر عباس ووائل لافي.
وقد تركّز الاجتماع على تثبيت الاستقرار الأمني داخل المخيمات، وتم الاتفاق على جملة من المبادئ الأساسية:
-تأكيد أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف يلتزمون بالقوانين اللبنانية ويرفضون التوطين، ويتمسّكون بحق العودة إلى فلسطين.
-تمسّك الدولة اللبنانية بسيادتها الكاملة على جميع أراضيها بما يشمل المخيمات الفلسطينية، والعمل على إنهاء أي مظاهر مسلّحة خارجة عن سلطة الدولة.
-إقفال ملف السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات بشكل نهائي، وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية.
-تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لبنانية–فلسطينية لمتابعة تنفيذ التفاهمات المتفق عليها، ومواكبة التطورات الأمنية والاجتماعية داخل المخيمات.
-العمل المشترك على معالجة القضايا الحقوقية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يضمن حياة كريمة لهم دون أن يمسّ ذلك بسيادة الدولة أو قوانينها”.
وخلال الاجتماع، جدّد الرئيسان رفضهما المطلق للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وشدّدا على ضرورة وقف الحرب فورًا ورفض أي مخططات تهجير قسري للسكان الفلسطينيين.
وأكد الطرفان على:
-ضرورة وقف إطلاق النار الفوري.
-إيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى كل مناطق القطاع.
-انسحاب الجيش الإسرائيلي وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع.
-إعادة إعمار غزة بما يضمن تعافيها الإنساني والاجتماعي والاقتصادي”.
وجدّد الرئيسان التأكيد على التمسك بحلّ الدولتين كحلّ عادل وشامل للصراع، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام التي قدّمتها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل إلى السرايا الحكومية عند الساعة 12:15 ظهرًا، حيث استقبله الرئيس سلام في الباحة الخارجية بمراسم تشريفات رسمية نفّذتها سرية رئاسة الحكومة.
وفي ختام اللقاء، أقام رئيس الحكومة مأدبة غداء تكريمية على شرف الرئيس عباس والوفد المرافق، بحضور عدد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية.