كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
في صباح يوم عيد الفصح، بينما كانت أجراس الكنائس تُرنم بقيامة المسيح، أسلم البابا فرنسيس الروح، وكأنه اختار أن يرحل في زمن القيامة ليؤكد على إيمانه بالحياة الأبدية، وبأن الموت ليس نهاية، بل عبور نحو النور.
في الساعة 7:35 صباحًا، أعلن الكاردينال فاريل، بكلمات يغمرها الحزن والرجاء، وفاة الحبر الأعظم:
«أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن يجب أن أعلن وفاة أبينا البابا فرنسيس. لقد كرس حياته بالكامل لخدمة الرب وكنيسته. علمنا كيف نعيش قيم الإنجيل بإخلاص وشجاعة ومحبة شاملة، وخاصة لصالح الفقراء والمهمشين».
رحيل البابا فرنسيس لم يكن حدثًا عاديًا، فقد خسر العالم رجلًا فريدًا جمع بين التواضع والصلابة، بين الروحانية والعمل، بين البساطة والقيادة. هو البابا الذي أحبّ الشعوب، وفتح قلبه للجميع، من دون تمييز. وكان للبنان حصة خاصة من محبته؛ فلطالما عبّر عن تضامنه مع هذا البلد الصغير الكبير، ووقف إلى جانب شعبه في أزماته، منادياً العالم بأن لا يُهمل “رسالة السلام والتعايش التي يمثلها لبنان”.
فرنسيس، “بابا الفقراء”، رفض حياة الملوك واختار أن يعيش بين الناس. لم يسكن القصر البابوي، بل فضّل بيت الضيافة البسيط في قلب الفاتيكان. تنقل بسيارات عادية، حاملاً صليبه الخشبي المتواضع، الذي لم يفارقه يومًا، رمزًا لإيمانه ونقائه.
علّمنا أن القوة الحقيقية ليست في المظهر، بل في القدرة على الإصغاء، والمغفرة، ومواجهة الظلم بحب. كانت عظاته مليئة بالبساطة والعمق، تعبر القارات لتصل إلى قلوب الناس من كل دين وجنسية.
اليوم، يودّعه العالم بدموع وامتنان… فقد خسرنا قائدًا روحانيًا، وكسبت السماء رجلاً عاش من أجل الخير، ودعا إلى المحبة والسلام، حتى آخر نفس.