كتب إيلي مكرزل في JnewsLebanon
ذهبتُ إلى مسرح District 7 مساء الجمعة في 11 نيسان، بناءً على دعوة من الصديق طارق سويد لحضور عرض بعنوان “مش مسرحية”. وصلتُ في الموعد المحدد، أو هكذا ظننت، لأكتشف أنّ الدعوة كانت ليوم السبت، لا الجمعة. لحظة من الإحراج؟ نعم. ولكنها لم تطل. طارق، فيفيان أنطونيوس، وسولانج تراك، تصرّفوا بكل بساطة ومحبة، وأدخلوني لمشاهدة العرض. ومن هنا بدأت المفاجأة.
العمل لا يشبه العروض المعتادة. لا يتقيد بقواعد المسرح الكلاسيكي، ولا يتظاهر بأنه شيء ليس عليه. هو ببساطة سلسلة مشاهد، مواقف، لقطات من الحياة اليومية… أو لنقل: مسرح من نوع آخر.
الصدمة الإيجابية جاءت من الممثلين. طلاب، نعم، لكن أداؤهم لا يدلّ على أنهم في طور التعلم. على العكس، كانوا حاضرين على الخشبة بثقة وصدق، وقدّموا أداءً يتفوّق على كثيرين يصنَّفون كمحترفين ويصعدون إلى الخشبة عشرات المرّات في العام دون أن يتركوا أثراً يُذكر.
نصوص طارق سويد جاءت كما هو متوقع منه: مباشرة، لاذعة حيناً، عاطفية حيناً آخر، وبكثير من الأحيان ساخرة بذكاء. تضحك من القلب، ثم تفاجأ بمشهد يدخلك إلى منطقة شخصية تماماً. بعض اللحظات تُربكك، لأنك تشعر أنها كُتبت عنك أو لأجلك.
الديكور يتبدّل بين مشهد وآخر، وهذا يمنح العرض بعض التنويع البصري. لكن الإشكالية الوحيدة تقريباً كانت في إغلاق الستارة المتكرر بين المشاهد، ما أدى أحياناً إلى كسر الإيقاع. حتى مع محاولات التخفيف من حدة الانتقال عبر العزف الحيّ على الغيتار، بقي هذا التفصيل بحاجة إلى معالجة أكثر مرونة.
أما طارق سويد، فحضوره في الكواليس كان كافياً ليفهم المتابع أنّ العرض هو ثمرة متابعة دقيقة، وإيمان حقيقي بالمسرح وبمن يعتليه. ابتسامته التي لم تغب، وتعامله الإنساني مع الفريق، يكمّلان صورة فنان يعرف تماماً ما يريد، ويعرف أيضاً كيف يوصله.
“مش مسرحية”؟ فعلاً. لكنّها، بلا شك، أكثر صدقاً وتأثيراً من كثير من المسرحيات التي تُقدَّم باسم الفن، وتخلو من روحه.