ترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الميلاد في الصرح البطريركي بمشاركة رئيس الجمهورية جوزاف عون والسيّدة الأولى، وعدد كبير من النواب والوزراء الحاليين والسابقين.
وأشار الراعي في عظته إلى أن “الشعب تعب من الأزمات وينتظر فجراً جديداً ونؤمن أن الظلمة ليست قدراً وعيد الميلاد هو البداية الجديدة التي نقول فيها كفى حروباً وانقسامات وخوفاً من المستقبل”.
وقال: “يمكن للبنان أن يقوم وأن يشفى وأن يكون وطن السلام ونرفع صلاة صامتة من أجل لبنان لأن يكون الميلاد بداية مرحلة جديدة تُستعاد فيها هيبةُ الدولة والمؤسّسات ويُعاد فيها الاعتبار للدستور والقوانين”.
وتوجه للرئيس عون قائلًا: “يكتمل العيد بحضوركم فخامة الرئيس ونتمنى أن يكون الميلاد خير بركة في مسيرتكم لينعم لبنان بالسلام، ولد لنا مخلص نداء حياة لشعب تعب من الأزمات”.
وأضاف: “لبنان يبنى بالقرارات الشجاعة والحكمة وهذا الوطن مدعو ليكون وطن العيش معاً، وطن الرجاء لا الإحباط”.
وكان، الرئيس عون قد أكّد في كلمة له من بكركي قبيل قداس الميلاد، أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة من أجل إبعاد شبح الحرب عن لبنان، مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو خواتيم إيجابية.
وشدد عون على أنه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام مصممون على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله بأن تنتهي الحروب ويعمّ السلام، متقدماً بالتهنئة من جميع اللبنانيين، ومؤكداً السعي إلى أن تكون الدولة اللبنانية دولة مؤسسات، لا دولة أحزاب.
وفي ردّ على سؤال “هنا لبنان”، قال الرئيس عون: “مقارنة بالسنوات السابقة نحن راضون عمّا حققناه في مسألة الإصلاحات وفي مسألة السلاح نحن فقط وقعنا 2000 مرسوم، أليست هذه إنجازات؟ وأنا متفائل بأنّ الأمور ذاهبة نحو التحسن وقرار حصرية السلاح اتُّخذ ونحن مستمرون”.
وأمس، أشار البطريرك الراعي في رسالة الميلاد إلى استمرار فرح زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، معرباِ عن شكره لقداسته على رسالة السلام التي حملها إلى اللبنانيين.
ولفت الراعي إلى أنه ما إن غادر البابا لاوون لبنان، كانت الموافقة الأميركية على المفاوضات وتعيين السفير سيمون كرم، مؤكداً “أننا نصلي من أجل نجاح المفاوضات وإبعاد شبح الحرب وتمكين الجيش اللبناني من جمع السلاح غير الشرعي وحصره بيده السلطة”.
وتوقف عند الوجع الاجتماعي العميق، مشيراً إلى أنّ العائلات تعاني في معيشتها ومدارس أولادها ومستشفياتها، معتبرًا أنّ “الوضع الاقتصادي ما زال يضغط بقوة والإصلاحات الموعودة ما زالت غائبة والحقيقة المؤلمة أنّ المواطن اللبناني هو من يدفع الثمن”.
ووجه الراعي نداء إلى السياسيين، مناشداً إياهم وضع الإنسان في صلب السياسات العامة، واختيار المصالحة بدل الانقسام.
ورأى الراعي، أنّ “المطلوب دولة قويّة تحمي الإنسان بدل أن تتركه وحيدًا ونناشد السياسيين أن يجعلوا من الإصلاح أولويّة والإصلاح الاقتصادي والمالي أصبح ضرورة وجوديّة تبدأ بإعادة الثقة وحماية أموال الناس وتأمين الإستقرار المعيشي”.
