جاء في نداء وطن:
لم يكن مفاجئًا أن يشن إعلام “حزب الله” حملة على الرئاسة الأولى والرئيس نواف سلام، وصولًا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه، رغم موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري على تعيين السفير سيمون كرم. فـ “الحزب”، بطبيعته وبفلسفته الاستراتيجية، رافض لأي شكل من أشكال التفاوض (باستثناء التفاوض على ترسيم الحدود البحرية)، لكن اعتراضه هذه المرة “لزوم ما لا يلزم”، لن يؤثر في اتجاه الدولة طالما أن هناك توافقًا واضحًا بين الرئاسات الثلاث على السير في الخيار التفاوضي إلى نهاياته. ودخول لبنان هذا المسار ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية لفرملة التصعيد العسكري الذي بات يهدد معظم المناطق اللبنانية.
وقد علمت “نداء الوطن” أنه لم يسجل في الساعات الماضية أي تواصل مباشر بين “حزب الله” وبعبدا بعد تعيين السفير كرم، وأن موقف “الحزب” المرتقب سيعلنه رسميًا الشيخ نعيم قاسم في كلمته اليوم. وأكدت مصادر مطلعة أن اعتراض “الحزب” سيبقى في إطار الشكليات وضمن السقف المقبول، لإدراكه حساسية وخطورة الوضع وبالتالي لن يصل إلى حد تصعيد داخلي يعكر الأجواء أو يؤثر على عمل مجلس الوزراء.
إذًا، وفيما أبقى “حزب الله على خيار “اللاقرار” بسبب حالة الإرباك داخل قياداته والانقسام الحاصل بشأن اتخاذ موقف صريح في كيفية مقاربة اجتماعات “الميكانيزم”، توالت المواقف المرحبة بخيار التفاوض، فقد أشاد سفير الولايات المتحدة في لبنان ميشال عيسى بكل من لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة. ولفت في بيان إلى أن هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. كما رحب بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يُمثل هذا خطوةً بناءةً نحو تحديد مسارات قد تسمح يومًا ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة.
