كتب لارا يزبك في المركزية:
 شكّلت الكلمة التي ألقاها الحبر الاعظم عصر امس في قصر بعبدا فور وصوله الى لبنان،  امتدادا للعنوان الذي أعطاه لزيارته وطن الارز “طوبى لصانعي السلام”.

فهي حملت ٢٨ مرة كلمة “سلام” وتوقف فيها البابا لاون الرابع عشر مطولا عند كيفية ارسائه وأهمية بلوغه.

البابا حث الزعماء السياسيين في لبنان على جعل السلام أولويتهم القصوى. وقال “أودّ، في لقائنا هذا، أن أفكِّر معكم قليلًا في معنى أن نكون فاعلي سلام في ظروف بالغة التعقيد، ومليئة بالصراعات والاضطراب. بالإضافة إلى جمال الطّبيعة في لبنان وغِناه الثقافيّ، اللذين أشاد بهما من قبل جميع أسلافي الذين زاروا بلدكم، تتجلّى صفة تُميّز اللبنانيّين: أنتم شعب لا يستسلم، بل يقف أمام الصّعاب ويعرف دائمًا أن يُولد من جديد بشجاعة”.

وشدد على ان “ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ داﺋﻤﺔ ﺑﺪون هدف ﻣﺸﺘﺮك، وﺑﺪون اﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺴﻮد ﻓﯿﻪ اﻟﺨﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮّ اﻟّﺬي ﻋﺎﻧـﺎه اﻟﻨّﺎس أو ﻓﺮﺿﻮه ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ أو اﻟﺤﺎﺿﺮ. ﻟﺬﻟﻚ، ﻻ ﺗُوﻟَﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻘﻂ، وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺒﻌﺾ وﺷﺠﺎﻋﺘﻬﻢ، ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺴّﻠُﻄﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺄن اﻟﺨﯿﺮ اﻟﻌﺎم ﻓﻮق ﺧﯿﺮ اﻷطﺮاف”.

صحيح ان الحبر الاعظم لم يغص في تفاصيل الواقع اللبناني وترك خطابه روحانيا بعيدا من الزواريب الداخلية الضيقة، الا ان الرسالة التي اراد ايصالها الى اللبنانيين ومسؤوليهم يفترض ان تكون وصلت، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ، وهي:

لبنان بحاجة الى سلام. هذا السلام يبدأ أولا بين ابنائه ويقوم على المصالحة في ما بينهم والتي تحتاج الى شجاعة والى وضع المصلحة اللبنانية العليا، دون سواها، لا المصالح الخاصة او مصالح هذه الدولة او تلك، أوّلا.

وبين سطور كلمة البابا، ان عندما يصل اللبنانيون الى هذا السلام، تصبح مواجهتهم لاي تهديدات خارجية، اقوى وافعل.

اما الرسالة الاوسع التي اراد البابا ايصالها فتتمثل في انه يجب اخذ لبنان وشعبه المناضل، الى سلام واستقرار ، هما في الواقع، نقيض الحروب والمعارك والاضطرابات.

يأتي هذا الكلام بينما لا يزال يصر بعض اللبنانيين على حمل “البارودة” وعلى القتال والانتقام … وهذا المنطق لن يولّد الا مزيدا من التصعيد.

فهل تحلّ بركة الحبر الاعظم على هؤلاء، وكان بعضهم حاضرا في بعبدا امس، فيتمعّنون في أبعاد كلماته ويقتنعون بأن وقت السلام حان وزمن المعارك انتهى ؟

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version