كتب يوسف فارس في المركزية:
لا تلقى الخطوات والمبادرات الإيجابية اللبنانية القبول لدى واشنطن وتل ابيب لا بل تقابل بالمزيد من التشدد والضغوط . ففي وقت ترفع إسرائيل من وتيرة تهديداتها للبنان يرفض الاميركيون أي مقاربة خارج اطار المفاوضات المباشرة بين بيروت وتل ابيب ويصرون في كل الاتصالات الجارية على ان السبيل الوحيد لتجنب العقاب الإسرائيلي هو الشروع في خطوات تنفيذية لنزع سلاح حزب الله والانخراط في مفاوضات سياسية مع إسرائيل للتوصل الى اتفاق ينهي حالة الحرب بين الطرفين مع حرصهم الشديد على ان واشنطن ليست في وارد ممارسة أي ضغط على تل ابيب .

ويكشف مطلعون على أجواء الرسائل المتبادلة بين بيروت والعواصم المعنية ان المشهد سلبي للغاية وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية باشعال جبهة لبنان . وان اخر ما وصل الى لبنان الرسمي كان جوابا اميركيا سلبيا على اقتراح لبنان اعتماد لجنة “الميكانيزم” كاطار للتفاوض بدليل الرد السريع من الموفد الأميركي توم براك على دعوة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للذهاب الى المفاوضات كخيار وحيد للحل بقوله ليتصل عون برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وليعملا على معالجة كل الرواسب .

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة يؤكد لـ “المركزية” ان الولايات المتحدة الأميركية لا تنظر الى المنطقة ودولها الا بالعين الإسرائيلية، تصنفنا في خانة الأعداء خصوصا اذا كانت الأمور تتعارض مع مصلحتها ومصلحة تل ابيب . الغريب ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عول الكثيرون على وصوله لإحقاق الحق، اقله لانصاف الشعوب المظلومة لم يكن قدر الامال . اثبت انحيازا فاضحا للجانب الإسرائيلي .الناس ترحمت على الرئيس السابق جو بايدن واسلافه. الإدارة الأميركية الراهنة تماهت بل تغاضت عن عدم احترام تل ابيب لاتفاق السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي القاضي بوقف الاعمال العدائية ورعاه الرئيسان بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون . لا هي لعبت دور الراعي كما يفترض ولا مارست للأسف الا الانحياز الدائم لإسرائيل . احالتنا الى لجنة “الميكانيزم ” التي تحولت الى شاهد “ما شفشي حاجة ” خصوصا في الأمور المتعلقة بإسرائيل . مع ذلك قبل الرؤساء الثلاثة بتوسيع اللجنة وتحويلها اطارا صالحا للتفاوض . الامر لا يبدو انه حظي بقبول واشنطن وتل ابيب . علما ان لا شيئ لدينا لنتفاوض بشأنه . يكفي ان تطبق إسرائيل القرارات الدولية واخرها 1701 والعودة الى العمل باتفاق الهدنة ليعود لبنان ينعم بالهدوء والاستقرار . نحن لم نعتد يوما على إسرائيل بل هي التي كانت منذ نشأتها المعتدية والطامعة في ارضنا وثرواتنا المائية والنفطية.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version