بعد تلقي سلسلة شكاوى من عدد من الأهالي، تتكشف فوضى تربوية جديدة داخل بعض المدارس الخاصة في لبنان، حيث لجأت إدارات هذه المدارس إلى إنشاء مجموعات على تطبيق واتساب مع الأهالي لنشر أسماء الطلاب “المميزين” و”المشاغبين” يوميًا، في خطوة أثارت غضبًا واسعًا ووُصفت بأنها إجراء مهين وغير تربوي يعرض الأطفال لأذى نفسي مباشر.
مصادر تربوية واجتماعية دقت ناقوس الخطر، معتبرة أن ما يحدث يشكل تحوّلًا خطيرًا في مفهوم الانضباط المدرسي، خصوصًا حين يصبح الطالب مترقبًا لحظة إعلان اسمه أمام الجميع، إمّا كـ”مشاغب” أو كـ”قدوة”، ما يحوّل المدرسة من مساحة آمنة إلى بيئة تهديد نفسي معلن.
وفي حديث لـ”ليبانون ديبايت”، حذّرت خبيرة الحماية الأسرية والناشطة الاجتماعية من هذا الأسلوب، قائلة: “من الذي فهّم المدارس أن هذا هو التحفيز؟”.
وأضافت: “تخيّلوا أن التلامذة ينتظرون الإعلان عن أسمائهم كل يوم… اسم على لائحة المشاغبين أمام جميع الأهالي! أين الخصوصية؟ وأين حماية الطفل؟”
وأوضحت أن المدرسة، بدل أن تكون مساحة آمنة نفسيًا وجسديًا، تحوّلت إلى مساحة تهديد نفسي، مؤكدة أن “هذا الأمر لا يجوز”.
وتساءلت: “لماذا لا يوجد في بعض المدارس اختصاصية اجتماعية؟ ولماذا يُنفذ هذا النوع من العقاب العلني بدل المتابعة الفردية والتوجيه السليم؟”
وأشارت إلى أن استخدام واتساب بهذه الطريقة يكسر قواعد الخصوصية، ويحوّل الخطأ السلوكي العابر لدى أي طفل إلى وصمة علنية أمام صف كامل من الأهل، معتبرة أن هذا الأسلوب:
يزيد التوتر والقلق لدى الطلاب،
يعزز التنمّر داخل الصفوف،
يفتح الباب أمام مقارنة غير صحية بين الأولاد،
يصيب شخصية الطفل بجرح يصعب التئامه مع الوقت.
وأكدت أن المعلمة التي تعتبر هذا الأسلوب وسيلة للتحفيز بحاجة إلى إعادة تدريب تربوي، مشددة على أن التحفيز يكون بالاحتواء والمتابعة لا بالتقييم الأسبه بالمحاكات العلنية.
وختمت غنوي بدعوة عاجلة إلى وزارة التربية لإنهاء هذه الممارسات فورًا، وإلزام المدارس بوجود اختصاصية اجتماعية، وإصدار دليل واضح حول حماية خصوصية الطلاب، مؤكدة أن المدرسة ليست مكانًا لجرح الأطفال، بل لبنائهم، وأن التحفيز الحقيقي لا يمر عبر فضيحة على واتساب.
