على وقع التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل ضد لبنان واتساع رقعة الاستهداف لتشمل مناطق جديدة، تتكثّف المساعي الدبلوماسية الدولية والإقليمية لاحتواء التوتر ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة. وبينما تترقب الأوساط السياسية وصول السفير الأميركي الجديد إلى بيروت وعودة الحراك الفرنسي – السعودي على خط الأزمة اللبنانية، تبرز مؤشرات على حراك دبلوماسي متسارع يهدف إلى تثبيت التهدئة في الجنوب، في مقابل ضغوط متزايدة على “حزب الله” لتسليم سلاحه والالتزام بالقرار 1701.
ومع توسيع رقعة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضدّ لبنان، وتوسيع بنك الأهداف لتشمل مناطق جديدة، لم تستبعد المصادر لـ”الأنباء الإلكترونية” أن تشنّ إسرائيل حرباً محدودة ضد “حزب الله” بهدف الضغط عليه لتسليم سلاحه. وبانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت لتسلّم مهامه، تبقى الأمور متأرجحة بين الحراك الدبلوماسي الناشط إلى لبنان، حيث من المتوقع أن يصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على رأس وفد رسمي، وكذلك مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الاوسط آن كلير لو جاندر التي قد تزور بيروت اليوم وتجري لقاءات مع الرؤساء الثلاثة، لبحث التهدئة في الجنوب وحث إسرائيل على وقف اطلاق النار.
ماكرون يزور لبنان
في ضوء الزيارة المرتقبة لمستشارة الرئيس ماكرون إلى لبنان للقاء المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم قائد الجيش رودولف هيكل للاطلاع منه على عمل لجنة “الميكانيزم” والوضع في جنوب الليطاني، أشارت مصادر دبلوماسية لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي أثناء إجازة عيد الميلاد لتفقد الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، ويتوقع أن يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين لتأكيد دعمه للبنان واستعداد بلاده لتسليح الجيش اللبناني.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت استطلاعية وفي الوقت نفسه تحمل معها تأكيداً متجدداً بدعم فرنسا للبنان واستعدادها للعب أي دور، وأشارت إلى أنّه في الوقت نفسه ستستمع المسؤولة الفرنسية من القيادات التي تلتقيها إلى بعض التفاصيل، مع العلم أنها تأتي بعد فترة من انقطاع زيارات فرنسية رفيعة المستوى إلى بيروت.
كما أكد مصدر دبلوماسي أنّ فرنسا تسعى لتثبيت التهدئة بلبنان وحض إسرائيل على وقف إطلاق النار. وأشار المصدر إلى أنّ مستشارة ماكرون ستبحث في بيروت مساري حصر السلاح وإلاصلاحات، ووصفت زيارتها بأنها لمهمة دبلوماسية عاجلة.
بن فرحان
ويتوقع أن يصل إلى بيروت هذا الأسبوع الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على رأس وفد كبير يضم 27 شخصية متخصصة في مجالات استشارية واقتصادية وتنموية وسياحية، في خطوة تعبّر عن جدية المملكة في مقاربة الملف اللبناني من زاوية جديدة، عنوانها الاستثمار في الفرص لا في الأوهام، وبما يعود بالخير على الشعب اللبناني.
من جانبها، علمت “نداء الوطن” أنه لا يوجد على جدول المقرّات الرسمية أي لقاء مع الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان اليوم أو هذا الأسبوع، ما يعني أن الزيارة في حكم المؤجّلة أو أقلّه لن تتمّ هذا الأسبوع.
